مصطفى بيومي يكتب: الأغنية الوطنية وفن صناعة الاستبداد-1 - ادراك

بحث في الموقع

https://idrak4.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

مصطفى بيومي يكتب: الأغنية الوطنية وفن صناعة الاستبداد-1





مصطفى بيومي

الأصل فى الأغنية الوطنية أن تتجاوز الأفراد،مهما تسمو مكانتهم وتعلو،فهى تعبير عن الشعب وطموحاته وتطلعاته،وتجسيد لأحلامه البسيطة وأمانيه المشروعة،وتفاعل مع قضاياه وهمومه.تنشغل بالماضى،القريب والبعيد،لصناعة الوعى،وتراود المستقبل وآفاقه لزراعة الأمل،وترى الكتلة الجماهيرية العريضة بطلا فاعلا يحتل الصدارة دائما،فى الماضى والحاضر والمستقبل على حد سواء.
تحتل "الأغانى الوطنية" صفحات غير قليلة فى سجل الغناء المصرى عبر تاريخه الطويل،فما أكثر المناسبات التى تستدعى الغناء وتدعو إلى إنتاج الأناشيد.إذا كانت بعض هذه الأغانى تمتلك مقومات الإبداع الناضج،وتقوى على التأثير بفضل براعتها الفنية،عابرة للمناسبة الضيقة المحدودة،فإن الأغلب الأعم يبدو مصنوعا على عجل،خاليا من الصدق والعفوية،جديرا بالسخرية والتهكم.
الغناء الذى أنتجته ثورة 1919 نموذج قريب لما نعنيه بمفهوم الفن الوطنى الملتزم المحترم،حيث البطولة المطلقة للوطن والشعب،وقد استطاع الفنان العبقرى سيد درويش أن يترجم الحراك السياسى والاجتماعى إلى أغان وألحان خالدة،مازلنا نرددها ونندمج معها ونشعر بتوهجها وطزاجتها.يستوحى محمد يونس القاضى من كلمات مصطفى كامل نشيدا وطنيا هو الأشهر فى تاريخ الفن الغنائى المصرى:
بلادى..بلادى..بلادى..
لكِ حبى وفؤادى
و ثمة لحن آخر من كلمات مصطفى صادق الرافعى:
بنى مصر مكانكم تهيا
فهيا مهدوا للملك هيا
والعظيم سيد درويش هو من يملأ قلوبنا بالدفء والثقة،عندما يتسرب إلى الأرواح سحر لحنه البديع:
أنا المصرى كريم العنصرين
بنيت المجد بين الاهرامين
جدودى أنشأوا العلم العجيب
ومجرى النيل فى الوادى الخصيب
وينفعل درويش بالمظاهرات وضحاياها،أولئك الذين يعبرون عن حب الوطن بالدماء،فيغنى لهم وعنهم:
دقت طبول الحرب يا خيالة
لا متسع فى عالم سيد درويش للأفراد والزعماء والقادة،مع كامل الاحترام والتقدير لما يقومون به،والأغلب الأعم من الأغانى والأناشيد الوطنية الشائعة بعد الثورة تمجد الشعب ونضاله،ولا تعرف عبادة الفرد." وللحديث بقية"
  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: مصطفى بيومي يكتب: الأغنية الوطنية وفن صناعة الاستبداد-1 Description: Rating: 5 Reviewed By: تنوير
Scroll to Top