إبتهال سامي تكتب: شبح التعليم

إبتهال سامي

وزارة التربية والتعليم نموذج صارخ للتخبط والعشوائية والقرارات المتضاربة والسريعة وغير المدروسة حتى بات حالنا التعليمى يرثى له وتحول خريجو المدارس والجامعات إلى أميين يحملون شهادات فقط لكنها فى سوق العمل لا تغنى ولا تسمن من جوع.....مازلت اعتقد أن اخطر مظاهر الإهمال والتراخي وغياب المسئولية في حياة المصريين كانت المأساة التي حلت بنظام التعليم فى مصر في كل مراحله .. ان تجريف عقل مصر خطيئة لا تغتفر ولا يمكن التسامح فيها و إن إهدار المال العالم ونهب ثروات الوطن و الاعتداء على مقدساته كلها جرائم يمكن الاختلاف حولها بين مؤيد ومعارض

ولكن إفساد العقل المصري وإهدار قيمته ومكانته كانت وستبقى اكبر الخطايا.... كثيرون منا مازالوا يتذكرون أسماء أساتذتهم فى كل مراحل التعليم .. كان المدرس قدوة في السلوك والمظهر ولغة الحوار والاكتفاء .. لم يكن يمد يده لتلاميذه في محنة الدروس الخصوصية وكان بعض الأساتذة يخصصون أوقاتا للتلاميذ المتفوقين خارج حصص الدرس .. منذ انهارت أسطورة المدرس المصري انهارت معها أشياء كثيرة لكن نقطة البداية كانت تراجع مكانة هذا الرمز اجتماعيا وعلميا وماديا .. لابد أن يعود المدرس إلى عهده القديم في ثقافته وعلمه ومظهره وترفعه حتى تعود لقاعة الدرس قدسيتها القديمة حين كان الصمت والاحترام والأخلاق أهم كثيرا من الامتحانات والدروس الخصوصية .. لابد أن يتخلص التعليم المصري من مأساة الدروس الخصوصية وان يعوض المدرس عنها بما يكفيه ويحفظ كرامته .. أساليب الحفظ والتلقين  فلا محل لها من الإعراب الان  ... يقال إن المصريين انقسموا اجتماعيا الى تعليم العشوائيات وتعليم المنتجعات وهنا سقطت قيمة التفوق والنبوغ وأصبح من يملك المال قادرآ على أن يملك شهادة وترنحت أحلام أجيال كثيرة ضاعت منها الفرص.... واخيرا مناهج التعليم فى مصر تحتاج الى ثورة كاملة تطيح بكل ما علق فى أذهان أبنائنا من مظاهر التخلف ..  ثلاثية المدرس والمنهج وأساليب التعليم الحديثة هي أولى بديهيات إصلاح النظام التعليمي فى مصر.. نحن أمام أساليب بالية في الحفظ والتلقين أفرزت لنا عقولا ابعد ما تكون عن روح العصر ومكوناته..