سعيد شحاته يكتب: ولأننا ف أيام حداد

سعيد شحاته

ولأننا ف أيام حداد.. قرّرت ما اضحكشي

ولأننا ف أيام بكا.. قررت أنشّف دمعي بدراعي

ولأننا بنحبّها رغم الأسى والظلم والحوجه

         قرّرت أقف أشعار مع الواقفين سلاح

            قرّرت أشيل طينها على دماغي

                وارفع علمها ف حرّها ضلّه

              واكتب قصايدي رصاصه ومسلّه

               ف عيون جميع الشمتانين في الموت

قرّرت أقف واهتف بعلو الصوت

                عاشت حواري القاهره الطاهره

عاشوا الغلابه ف كنسة السهره

عاشت عيون المهره ف اللسطبل

بلدي اللي ناويه تدوس في بطن الهُبْل

ناسي اللي راسمين القلوب عناوين

عاشت بيوت الفلاحين فدادين

عاش الجميع رغم الوجع صامدين

حامدين مجايب ربّنا وشاكرين

عاشت عيون المغرمين قناديل بتضحك للسما

عاشوا العساكر ع الحدود

           عاش الكلام الحلو طالع م البارود

عاشت بلدنا الطيّبه مهما حصل كاسره اليهود قدّام إرادة شعبها

والسهل عاش لو يوم طلع من صعبها رغم الظروف

بافرح قوي كل امّا باسمع ثومه بتقول (طوف وشوف)

كل أمّا أحسّ بشادية بتغني

يا صحابي والله العظيم مرغم

                  وسط الدموع أعمل لها جنّي

وارمح معاها واقول لها إنّي

مش غصب عنّي باحبها لكن...

                  بأعشقها بارادة اللي جايبينّي

مرغم أصلي في الخلا عريان

واشتاق لها شوقة جدع بردان قوي ف طوبه

مغلوب بيعشق قلب مغلوبه

عيانه بتطبطب على عيّان

يا صرخة الإنسان في أركان العدم

صدّقني مش هيفيد ندم ولا زيف

              باعشق بلد متحاصره بالخطاطيف

               وف عشقها برغم النّكد كيّيف

              أنا نكره فيها وهيّ "ال" تعريف

ولأننا ف أيام حداد.. قرّرت أقف شوّاف

قرّرت اقول للي انكسر أو خاف

عاش الدعا ف السيدة زينب

والفرحه ف عيون مار جرجس بالمريد الجاي من الأرياف

عاشت حكاوي الاعتراف ف الغيط

ضحكة عيون امّي اللي بتأكّلها للكتاكيت

الفرحه ف عيدان علبة الكبريت ف نص الليل

الدعوه من بياعة المناديل

العزّه والعظمه اللي ف التماثيل

صوت العياييل ف المدارس: عاشت الرّايه

مرفوعه فوق القلب ضلايه ووطن وهدوم

وشجر بيطرح ورد للمحروم

واقف بأغني في الخلا ملموم من الشارع ومن جرن السّبَل

بأحدف هُبل بالطوب وباستنشق نسيم حريتي فوضى ومعالم ضحكتي أشلاء

حافظ كلامها من الألف للياء ودقّة قلبها داخل هلاهيلها

كل البيوت راضيه بتقاصيلها

كل البطون شبعانه من نيلها

والكدّابين طافيين قناديلها

يا رب خلّيلها اللي حبّوها ولاقوها ملاذ

واجعلها ف عنين اللي خانها قزاز

خليها دايمًا ورده من (برواز معلّق) فوق جدار معبد قديم شامخ

فرعوني من عصر الفلك والطبّ والتحنيط

تعويذه تهرب منّها العفاريت

                 حرّيه للعايز

خليها دايمًا كلمه للتأكيد... مش كلمه للجايز

ولأنها أيام بكا في محبّة الفايز..

ولأنها أيام حداد ع الموهوبين ليها

قرّرت أقول للخلق ف عنيها: تحيا البلاد شامخه بمعانيها

بالزرع جوّه قلوب محبّيها..

وسِفاين الحرب ف موانيها

تحيا البلاد بالنعسانين تحت الكباري بيحلموا برغيف

والمبدورين جوّه الصحاري نزيف ما بيجفّش

وابو علّه جوّه الروح ما بتخفّش ولا بتضيع

ولأننا ف أيام حداد.. قررت أنشّف دمعي بالمواضيع

قرّرت اقول: عاش الجميع على أرضها تباشير

مع كلّ بُشرى يفوق عشانها ضمير

يرسمها بالطباشير على صدره..

               وف قلبه يقرا آياتها بالتفاسير

ولأننا في أيام رصاصها فطير

والدمّ أصبح سلسبيل للطير

والتار في رقبة كلّ أبّ فقير

              قرّرت أغمّس شِعري بالمسامير