الإخوان المسلمون في كُردستان العراق.. تبعية لإيران تدفع للمزيد من الانشقاقات - ادراك

بحث في الموقع

https://idrak4.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

السبت، 12 مايو 2018

الإخوان المسلمون في كُردستان العراق.. تبعية لإيران تدفع للمزيد من الانشقاقات


مدخل

لعل الطبيعة الجغرافية لإقليم "كردستان العراق" هي ما عقدت خريطة حركات الإسلام السياسي في الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ مارس 1991م، وإن كان الوجود الإخواني في الإقليم شكل النواة الأولى  لكل الحركات الإسلامية هناك.
ويحد إقليم كردستان الذي يتخذ محافظة أربيل عاصمة له، من الشرق إيران ومن الشمال تركيا ومن الغرب سوريا، بينما يحد الإقليم من الجنوب بقية مناطق العراق، ويعتبر الدستور العراقي الذي تم صياغته في 2003 إقليم كردستان كيان اتحادي في العراق، حيث حدد العربية والكردية لغات رسمية مشتركة للعراق.
ورصدت عدد من التقارير الإعلامية أثر الفكر الصوفي في حياة الأكراد كبداية لأول توجه إسلامي في الإقليم، حيث كان لشيوخ المتصوفة من الأكراد دور بارز في تأسيس الوعي القومي والثقافي الكردي، ومن بين هؤلاء علي حريري، والملا جزيري، وأحمد خاني، وفقي تيران، وحاج قادر كوئي، فضلاً عن قيام البعض بعض الأخر من رجال الدين، بقيادة الانتفاضة هناك بينهم الشيخ عبيد الله النهري سنة 1880، الشيخ عبدالسلام بارزاني سنة 1914، الشيخ محمود الحفيد سنة 1919، وتعتبر طريقتي القادريّة والنقشبنديّة من أبرز الطرق الصوفية في الإقليم.
ويُشير بعض المتخصصين في شؤون الأكراد إلى أن غالبية الأكرد مسلمون (سنّة – شافعيّة)، والاقلية منهم شيعة علويين وإيزيديين وكاكائيين وشبك ومسيحيين ويهود، فضلاً عن الاحتفاظ بالتركيبة العشائريّة والقبليّة.
ويمكن القول إن التنظيمات الإسلامية في إقليم كردستان ظهرت بشكل صريح مع الحركة الإسلامية على الساحة العراقية، خاصة التي كانت تتبع تنظيم الإخوان فكرياً وتنظيمياً، ويعتبر حزب "الاتحاد الإسلامي الكردستاني" برئاسة صلاح الدين بهاء الدين، هو التابع لتنظيم الإخوان، ويستهدف الحزب بشكل أساسي تطبيق الشريعة، وإعداد دولة إسلامية، إلا أنه بفضل الصراعات السياسية في البلاد وتنفيذ أجندات إيران في المنطقة دفع إلى المزيد من التمزق والشقاق. 

- حزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني: (ممثل جماعة الإخوان)

- حزب الاتحاد الإسلامي
يعتبر حزب "الاتحاد الإسلامي الكردستاني" هو الفرع الكردي للإخوان المسلمين في العراق، وتأسس الحزب بعد حصول الأكراد على حكمهم الذاتي، عام 1991، ويعتبر الحزب هو النواة الأولى التي تأسست على إثره العديد من الحركات الإسلامية في الإقليم العراقي.
وتذهب بعض التقارير أن الحزب تم تأسيسه في مكة المُكرمة في موسم الحَج سنة 1979، مِنْ قِبَل مجموعة من الحُجاج الكُرد، من بُلدان عديدة هي: العراق وسوريا وتركيا والسودان، وأخرين من الأكراد المهاجرين الى الولايات المتحدة الامريكية، وتعود الاصول الفكرية والعقائدية للحزب، تعود الى الإسلام "السُني"،  بينما تعود أصول الحزب الحركية والدعوية، إلى حركة "الاخوان المسلمين" في العراق.
واللافت للنظر أن الحزب الاسلامي الكردستاني، عقد أربعة مؤتمرات خارج كردستان، وفي المؤتمر الرابع، تحددت ملامحه الرئيسية، حركة إسلامية تهدف لتحكيم الشريعة في شتى مجالات الحياة.
فيما تقول وثائق أخرى إن الاخوان المسلمون العراقيون الأكراد، الذين تعرفوا على دعوة الإخوان منذ تأسيسها في العراق، قاموا بإشاء حزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني في 1994 بقيادة صلاح الدين محمد بهاء الدين، ليكون التنظيم السياسي الثالث في منطقة كردستان، بعد حزبي جلال طالباني ومسعود بارزاني.
وركز الحزب في بداية ظهوره على الأنشطة الدعوية، حيث أوضحنا أن تطبيق الشريعة كانت أحد أبرز مطالب الحزب، فضلاً عن اهتمامه بالأنشطة  الاجتماعية والفنية، كما أكد الحزب في بيان التأسيس أنه لا يمتلك أية أجنحة عسكرية، الأمين العام الحالي صلاح الدين محمد بهاء الدين.
وأوضحت تقارير إعلامية أن الحزب اهتم بنشر أدبياته عبر وسائل الإعلام الخاصة به، وأنه اعتمد على وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، التي تستهدف  ترقية البعد التربوي والإسلامي في المجتمع، ومن بين هذا الوسائل إثنا عشرة قناة تلفزيونية محلية، فضلاً عن تأسيس قناة فضائية ناطقة بلسان الحزب، تحمل اسم "سبيده"، و16 محطة إذاعية، وثلاث صحف اسبوعية، وعشرة مجلات شهرية وفصلية تهم الاطفال والشباب والفكر والسياسة.
الأمر الذي يعكس مدى اهتمام الأكراد بوسائل الإعلام، بغية استخدامها في نشر مذهبها وأفكارها، خاصة أن الأحزاب العلمانية لم تكن تغفل هي الأخرى أهمية وسائل الإعلام، في نشر أهدافها.     

استهداف مقرات الحزب في 2005 – 2011

حرق إحدى مقرات الحزب
حرق إحدى مقرات الحزب
وبدون مقدمات تعرضت مقرات حزب "الاتحاد الإسلامي الكردستاني" في 2005 إلى هجوم ارهابي في شمال العراق، قتل على إثرها عدد من كوادر الحزب البارزة، وقد ربط بعض المنتسبين للحزب بين الهجوم الإرهابي ودعوات محاربة الفساد الإداري، والسياسي في كردستان.
كما تعرض الحزب كذلك في نهاية 2011 إلى الحرق والسلب في منطقة بهدينان، وزاخوا وسميل ودهوك، وزعم وقتها الحزب الديمقراطي الكردستاني أن أحد الائمة في مدينة زاخو قام بإثارة المصلين ضد محلات المساج في المدينة وقاموا بعدها بحراق بعض المحلات والحانات، ولم تكشف تحقيقات الجهات المسؤولة عن الأسباب الحقيقية للحادث.

الحزب والحياة السياسية والبرلمان

وبحسب نتائج الاستحقاقات البرلمانية التي خاضها الحزب فإنه القوة الرابعة في كردستان، بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني، وقائمة التغير، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني، ثم الاتحاد الإسلامي الكردستاني، والجماعة الإسلامية الكردستانية.
البرلمان الكردستاني
البرلمان الكردستاني
وبدا أن حزب "الاتحاد الإسلامي" مهتماً بالاندماج في الحياة السياسية، حيث خاض الحزب انتخابات البرلمان يوليو 2009 على خمسة مقاعد في البرلمان الكردستاني، وفي انتخابات مارس 2010 حصل على ستة مقاعد، وفي انتخابات 2013 حصل على عشرة مقاعد في البرلمان الكردستاني، أربعة مقاعد في البرلمان الاتحادي وستة مقاعد في برلمان الاقليم.
وفي الوقت الذي تراجعت أصوات الحزب في انتخابات مجالس المحافظات في محافظة اربيل والسليمانية وفي محافظة دهوك أيضا، يتلاسن الحزب الإسلامي من حين لآخر مع الحزب الديمقراطي الحاكم، إثر خلاقات سياسية بين الحربين.

المرتكزات الفكرية للحزب:

يمكن رصد المرتكزات الفكرية للحزب الإخواني عبر الرجوع إلى البيان التأسيسي الأول للحزب والذي حدد فيه جملة من الأهداف التي أكد سعيه لتحقيقها. وهي: 
1 - تطبيق الشريعة الإسلامية في كردستان، وقد وقع خلاف عندما طالبت الأحزاب الإسلامية الكردية أن تكون أحكام دستور الإقليم مستمدة  بالدرجة الأساس من  الشريعة الإسلامية، تحت مزاعم أن الكرد أمة مسلمة وعليها تطبيق الشريعة الإسلامية، الأمر الذي فتح مجالات عميقة للخلاف مع الاحزاب العلمانية.
2 - التغير بالدعوة فالإرهاب والتطرف منافيان لروح الإسلام، ومصدران مهددان لحياة الشعوب في العراق وإقليم كردستان".
3 - حرية المعتقد والدين من الحقوق الأساسيّة للإنسان، يجب ضمانها وفق القانون.
4 - التأكيد على التعدديّة القوميّة والدينيّة والمذهبيّة والسياسيّة في كردستان، حيث الحفاظ عليها من عناصر قوة وإثراء شعب كردستان في ظل التعايش والتسامح". 
5 - رفض الانغلاق باسم الأصالة، والذوبان في الآخر باسم الحداثة.
6 - النضال السلمي من أجل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الكردي والتي تتجسد في هذه المرحلة في إقرار الفدرالية وغيرها من الحقوق وتثبيتها في الدستور الدائم.
7- العمل من أجل إزالة آثار سياسة التعريب والتهجير والترحيل، وتعويض ذوي ضحايا النظام البعثي كضحايا القصف الكيمياوي وغيرهم.
8- تقوية دور برلمان كردستان والدفاع عن القضيّة الكرديّة أمام الرأي العام في المحافل العربيّة والإسلاميّة والعمل من أجل إقامة علاقة متوازنة بين الشعب الكردي والشعوب المجاورة.
9 - الحفاظ على الهويّة القوميّة والقيم العليا للمجتمع أمام الوجه السلبي لتيار العولمة.
10- التأكيد على فيدرالية العراق.
11- رفض الإرهاب والعنف ورفض ومناهضة الاستعلاء القومي أو المذهبي أو أي شكل من أشكال التسلّط والتفرّد في العراق.
12 - التأكيد على مبدأ فصل السلطات، والقضاء على ظاهرة الفساد المالي والإداري والسياسي.
مقر الحزب
مقر الحزب
13- إقرار مبدأ المساواة في المواطنة والعمل على تحقيق استقلالية واحترام القانون.
14- الرجل والمرأة مكملان لبعضهما البعض، ومتساويان في الحقوق والكرامة الإنسانية". 
15- محاربة التقاليد والعادات الاجتماعيّة الخاطئة ومواجهة ومنع كافة أساليب العنف والعقوبات غير القانونيّة.
اللافت للنظر أنه على الرغم من أن حزب "الاتحاد الإسلامي" هو المعبر عن تنظيم "الإخوان" في إقليم كردستان، إلا أنه لم يتطرق في مرتكزاته الفكرية إلى دعوات إعادة دولة الخلافة الإسلامية مرة أخرى، إلا أنه تمسك بتطبيق الشريعة الإسلامية ودخل في سبيل ذلك العديد من المعارك الفكرية مع القوى العلمانية.     

فشل التحالف الإسلامي وبداية المعارك

وبعد حصول إقليم كردستان العراق على حكم ذاتي، وبدات تظهر  حركات الإسلام السياسي، توحدت تلك الحركات، وسعت إلى خوض انتخابات برلمان 1992، بقائمة موحدة تحت أسم " القائمة الإسلامية "، إلا أنها لم تحصل على أصوات تؤهلها لدخول البرلمان، وفي ديسمبر 1993، دارتْ معارك دامية، بين مُسلحي الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني ونوشيروان من جهة، ومُسلحي الحركة الاسلامية من جهة أخرى.
المواجهات أدت إلى خسائر فادحة من الطرفين، أدت إلى هرب علي بابير مع آخرين الى إيران بعد حرق مقراتهم، ما أدى إلى تشّظي الحركة الاسلامية، حيث انقسمت الكتلة الإسلامية إلى تأسيس حزب "الاتحاد الاسلامي الكردستاني" بزعامة صلاح الدين محمد بهاء الدين، حيث أعلنَ انه تيار سياسي يؤمن بالعمل المدني والبعد عن العسكرة والميليشيات.
في مايو 2001 خرجَ علي بابير ومعه عدد من المنتسبين للحركة الاسلامية، وشكل "الجماعة الاسلامية في كردستان العراق"، حيث أصبحَ أميراً للحركة، حتى الان، وفي 2003 قامتْ الطائرات الامريكية بقصف مقرات الجماعة في "هورامان"، مما ادى الى سقوط ضحايا كثيرين، كما اعتقلت القوات الأمريكية  علي بابير في يونيو 2003، وأطلقت سراحه في أبريل 2005.
كما حدث انشقاق آخر في صفوف الحركة اإسلامية في أواخر 2001، حين انفصلَ نجم الدين فرج أحمد المُلقب بـ"ملا كريكار" عن الحركة الاسلامية، واندمج مع جماعة "جُند الاسلام" ليًشكلوا "أنصار الإسلام" وهي حركة سلفية مُتشددة، وستمتع الملا كريكار، بحق اللجوء السياسي في النرويج منذ 1992، ويُعتَقد أن تنظيم "أنصار الاسلام" بعد انضمام العديد من المقاتلين العرب والأفغان إليه، بعد الاحتلال الامريكي، أصبح يُسمى "أنصار السُنة"، كما رجح بعض الخبراء لعب هذا التنظيم دوراً بارزا في ما يُسمى "الدولة الاسلامية".

الخريطة السياسية في إقليم كردستان:

ويمكن إجمال الخريطة الحزبية في إقليم كردستان بأنها تتكون من عدة أحزاب أبرزها:
مسعود البرزاني
مسعود البرزاني
1 - الحزب الديمقراطي الكردستاني:
أسس الحزب في 1946، يتزعمه مسعود البرزاني بن الملا مصطفى البرزاني، ولقب "الملا" لقب ديني يطلق هناك، ويغلب على الحزب النزعة القومية الكردية، ويعتمد بشكل كبير على العشيرة البرزانية، ويكثر أتباعه في منطقة أربيل شمالي العراق، ويقوم الحزب علاقات جيدة مع تركيا والحكومة العراقية والولايات المتحدة والدول الغربية، في وقتٍ تتوتر العلاقة مع الجماهيرية الإسلامية الإيرانية.
2 – حزب الاتحاد الوطني الكردستاني:
انشق حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، عام 1975، ويتزعم الحزب حالياً جلال الطالباني، ويتبنى الحزب نفس الاتجاهات القومية الكردية، في وقتٍ يتبني العديد من كوادر الحزب اتجاهات ليبرالية، وتربطه علاقات قوية بإيران والولايات المتحدة الأميركية، في حين تتوتر علاقاته مع الحكومة المركزية في بغداد وكذلك في تركيا.
3 -  الإخوان المسلمون في كردستان العراق:
يمكن رصد البدايات الأولى لجماعة "الإخوان" في إقليم كردستان مطلع خمسينات القرن الماضي، وأعلنت منذ تأسيسها تبني توجّه دعوي تربوي، وكان بقيادة عائلة عثمان بن عبدالعزيز، وتحديداً في مدينة حلبجه على الحدود العراقيّة - الإيرانيّة.
بعدما أعلن عثمان عبدالعزيز تأسيس الحركة الإسلامية المسلحة في 1987، اتجه الإخوان إلى حلّ التنظيم في مدينة السليمانيّة في 1971، بينما رفض إخوان أربيل الأمر، ودخل عثمان عبدالعزيز في صدام مسلح مع حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" في 1993، واعتقل عبدالعزيز، على إثر ذلك، ما أدّى إلى انسحاب قواته إلى إيران، التي توسّطت بين الجانبين، ثم عقد حزب "الحركة الإسلاميّة" إلى جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني، ضد حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
بعد وفاة زعيم الحركة، خلفه شقيقه علي عبدالعزيز في القيادة، ثم اندمجت الحركة الإسلاميّة مع حركة النهضة الإسلاميّة في 1999، وشكلتا تنظيماً جديداً باسم حركة الوحدة الإسلاميّة في كردستان، بقيادة علي عبدالعزيز، فانشق عنها مجموعة من القيادات في 2001، وأسست الجماعة الإسلاميّة في كردستان بقيادة علي بابير.
 بينما تأسس الاتحاد الإسلامي الكردستاني في 1994 بقيادة صلاح الدين محمد بهاء الدين، ليكون معبر عن جماعة الإخوان، الذي اعلن رفضه حمل السلاح.
4 - حزب الاتحاد الإسلامي:
حزب الاتحاد الإسلامي  المعبر الرئيس عن فكر "الإخوان"، أسس في 1992 بقيادة الشيخ صلاح الدين محمد بهاء الدين، وهو حزب ذو توجه إصلاحي أعلن رفضه العنف ومواجهات المسلحة، وقد شارك في حكومة أربيل التي يتزعمها مسعود البرزاني بوزير واحد (وزير العدل).
وتشير تقارير إعلامية أن الحزب على علاقة قوية مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي أدرجتها الحكومة المصرية إرهابية نوفمبر 2013، فضلاً عن علاقات القوية مع حزب "العدالة والتنمية" التركي التابع تنظيماً لجماعة الإخوان.
حزب الحركة الإسلامية
حزب الحركة الإسلامية
5 – حزب الحركة الإسلامية:
يعتبر حزب الحركة الإسلامية أحد أهم حزب إسلامي كردي، وهو حزب، من حيث التوجه، غير بعيد من حركة الإخوان المسلمين العالمية، تأثر بكثير من أدبيات الخوان إلا أنه لا يمكن الجزم بتبعيته للإخوان المسلمين، تأسس في ثمانينات القرن الماضي بقيادة الملا عثمان، ثم ترأسها الملا علي عبد العزيز، وبعد وفاته آلت رئاستها إلى ابنيه الملا علي والملا صادق. 
6 - حزب كادحي كردستان:
هو حزب يساري يتزعمه قادر عزيز، وتربطه علاقات قوية بالحزب الوطني الكردستاني، حيث تحالفا في الانتخابات التي تمت بمحافظة السليمانية سنة 1992، كما وقف بجانب الحزب الوطني الكردستاني أواخر أغسطس 1996 حينما دخل الجيش العراقي السليمانية.
7 - جماعة أنصار الإسلام:
جماعة "أنصار الإسلام" من أحدث التشكيلات السياسية الكردية، حيث أسست في ديسمبر 2001، يتزعمها فاتح كريكار ويُكنى "أبو سيد قطب"، ويرجع تاريخ الجماعة، إلى انشقاقها عن حزب الحركة الإسلامية، وعرف عن الجماعة تشددها، ويطلق عليها لقب "طالبان الكردية"، وتنشط جماعة أنصار الإسلام في كردستان العراق سياسياً وعسكرياً وتتعرض لاتهامات بالانتماء لتنظيم القاعدة.
وبحسب كثير من خبراء الحركات الإسلامية، فإنه لا توجد خلافات فقهية عميقة بين الجماعات الإسلامية في إقليم كردستان، فجميعها يتبع الإسلام السني،  إلا أن الخلافات الحقيقية في طريقة التغيير، فمنهم من يتجه إلى التغير بقوة السلاح وأخرى ترفض، ومن بين الحركات الإسلامية التي ترفض التغيير بالقوة حزب "الاتحاد الإسلامي" المعبر عن الإخوان المسلمين.
اللافت أيضاَ أن قادة الاحزاب الاسلامية الكردستانية، كانت تربطهم علاقات قوية، منذ سنوات طويلة، مع الأحزاب الإسلامية في مصر والسعودية وتركيا ودول الخليج، وبالحزب الاسلامي العراقي، وبحُكم الجغرافيا السياسية، فكانت هناك علاقات جيدة مع الجانب الايراني رغم كونها أحزاب سُنية.
ولعل مبرر ذلك أن الحزب الإسلامي المتصدر المشهد هناك، هو حزب "الاتحاد الإسلامي"، المعبر عن تنظيم الإخوان، وهو حزب سياسي قبل ان يكون جماعة دعوية، لذلك لم تكن لديه غضاضة في إقامة علاقات قوية مع إيران، الأمر الذي ظهر كذلك أثناء فترة حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي الذي زار إيران، ودعا الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد زيارة مصر، وبالفعل زار نجاد مصر وعقد مؤتمر صحافي في الأزهر.

حزب الله الكردي في تركيا والقتال ضمن صفوف "داعش":

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
يعتبر "حزب الله الكردي" في تركيا هو أوّل تنظيم سياسي كردي إسلامي في تركيا، وكانت المراحل الأولى لتأسيسه في 1979، مع انطلاقة الثورة الخمينيّة في إيران.
حيث اجتمع كل من حسين ولي أوغلو، المولود في 1951 في قرية تابعة لمحافظة باطمان، جنوب شرق تركيا، مع فيدان غونغور، وعبدالله دالار، ومنصور غوزال سوي، وعبد الله ييغيت؛ وأسسوا "حركة الوحدة"، وما لبث أن نشب خلاف بين قادة التنظيم، لعدم التفاهم حول الرد على الاعتداء الذي قام به عناصر "حزب العمال الكردستاني" ضد امرأتين متحجبتين، حيث أصرّ ولي أوغلو على الردّ المسلّح، في حين دعا غونغور للتريّث فانشق ممثلها في اسطنبول حسن شنغول ومعه الرجل الثاني في التنظيم فيدان غونغور، ليؤسسا "جماعة المنزل"، نسبة إلى مكتبة "منزل" التي كان يملكها غونغور، ومن قتئذ برز اسم "حزب الله" للعلن.
وعقيدة ومنهج حزب الله الكردي (التركي) هي خليط من التوجّه الأخواني - القطبي (سيد قطب) والسلفي الجهادي المتطرّف، إلى جانب الإعجاب بالتجربة الخمينيّة في إيران والدعوة إلى تطبيقها في تركيا، بالرغم من كونه حزباً سنّياً.
وتشير العديد من التقارير إلى انتماء عناصر إسلاميّة كرديّة تركيّة، ضمن "داعش" قاتلت وتقاتل في سورية والعراق ضدّ المقاتلين الكرد، بحجّة الجهاد ضدّ الكفّار، تفيد هذه التقارير أن حزب الله والبيئة المحيطة به، هي من بين المصادر التي تزوّد التنظيمات الجهاديّة التكفيريّة بالمقاتلين.
ويمكن الوصول لنتيجة أساسية ان التطرّف الديني عبّر عن نفسه سياسيّاً وعسكريّاً بين كرد العراق وتركيا، نتيجة الجهل والفساد، والدعم الإيراني والتركي، بغية تحقيق أهداف سياسيّة، في حين لم يجد التطرّف الديني لنفسه موطئ قدم بين الكرد في سورية، نتيجة وعيهم السياسي الذي انعكس في كثير من المواقف.
ومن الواضح أن العناصر الكرديّة المتطرّفة المنتمية إلى "داعش" و"النصرة" هم في غالبيتهم من كرد العراق وتركيا وإيران، ولا يوجد حتى الآن، مشاريع معالجة سياسيّة، اجتماعيّة، اقتصاديّة، تربويّة ونفسيّة لمشكلة التطرّف الديني، قدّمتها قيادة كردستان العراق. ويتمّ تبرير هذه الظاهرة.
ومن الواضح أن كردستان سورية، منذ 1957 تاريخ تأسيس أوّل حزب سياسي كردي سوري، لم يتمكن التيار الإسلامي من اختراقه، ومع همجية تنظيم داعش الإرهابي، تعالت أصوات في إقليم كردستان بضرورة مواجهة "داعش" عسكريّاً وإعلاميّاً.

أبرز القيادات:

أبرز القيادات:
1 – محمد فراج الأمين العام لحزب "الاتحاد الإسلامي":
في مايو 2012، عقد المؤتمر السادس للاتحاد الاسلامي الكردستاني، الذي انتخب محمد فرج أميناً عاماً للحزب بعد أن حصد غالبية أصوات اعضاء المؤتمر، حيث تنافس مع فرج أربعة مرشحين لنيل منصب الأمين العام للاتحاد الاسلامي الكردستاني، واستطاع محمد فرج الحصول على غالبية أصوات الأعضاء وعين أمينا عاما للحزب، ومنافسين فرج هم (محمد أحمد، محمد فرج، هادي علي، محمد رؤوف).
- محمد فرج أحمد من مواليد يوليو 1953، في مدينة حلبجة الشهيدة، ويقيم الآن في اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
- تخرج عام 1965 من المدرسة الابتدائية، وعلى عادة اهالي كردستان في ذلك الزمن ارسله والداه الى المدرسة الاسلامية في المنطقة التي يسكن فيها، حيث قرا العلوم الاسلامية، من فقه، وعقيدة، وسيرة، وحفظ ما يربو على 8 أجزاء من القران الكريم، و200 حديث نبوي، الى جانب المتون الفقهية، والسيرة النبوية، شهد له اساتذته بحسن السيرة والسلوك والخلق، وعلى راس هؤلاء استاذه ومعلمه الشيخ نجم الدين شيخ جميل، كما شهد له الشيخ عثمان عبدالعزيز بالتفوق في اجادة احكام التجويد، وحسن الصوت، والى جانب حسن السيرة والسلوك.
- فرج يشغل حاليا منصب الأمين العام للاتحاد الاسلامي الكردستاني، حيث تم انتخابه من قبل المؤتمر السادس للحزب الذي عقد في شهر ايار عام 2012.
صلاح الدين محمد بهاء
صلاح الدين محمد بهاء الدين
2 – صلاح الدين محمد بهاء الدين
هو صلاح الدين محمد بهاء الدين صادق، الأمين العام السابق للاتحاد الإسلامي الكردستاني، من مواليد 1950 من قصبة طويلة في قضاء حلبجة - العراق.
تخرج من كلية دار المعلمين في 1968-1969، ومارس مهنة التعليم من 1971- 1981، أصبح عضو في مجلس الحكم الذي شكلت بعد سقوط النظام وكانت مكونة من 25 شخصية عراقية، وبعدها أصبح عضوا للمجلس الوطني العراقي المؤقت.
له اهتمامات فكرية وأدبية وله مجموعة من المؤلفات في الفكر الإسلامي والتربية والدعوة والقصة باللغتين الكردية والعربية، كما شكل مع كل من علي بابير أمير الجماعة الإسلامية ومحمد حاج محمود أمين العام لحزب الاشتراكي الديموقراطي و قادر عزيز الأمين العام الجناح الشرعي لحزب الكادحي الكردستاني قائمة "الإصلاح والخدمات" في الانتخابات النيابة المحلية التي أجريت 2009 في الإقليم، حيث حصلت القائمة على "13" مقاعد من أصل مئة المقاعد.
اتهامه أدهم البارزاني بالتجسس، الأمر الذي دفعه (صلاح الدين بهاء الدين) الرد على تلك الاتهامات قائلاً إن الاعلام يمارس دورًا خطيرًا في تشويه الشخصيات، وأكد ان الإعلام هي السلطة الرابعة، ولم يخفي صلاح الدين احتمالية حصول انشقاق داخل صفوف الاتحاد الإسلامي الكردستاني ودعا إلى الوحدة و جعل الانشقاق خطا أحمرا في الحزب.
3 - الشيخ عثمان بن عبدالعزيز
- عرفته المواقع الإسلامية بـ"شيخ المجاهدين" المرشد العام للحركة الاسلامية في كردستان العراق، ولد في مدينة حلبجة حيث مسقط رأسه من عائلة اشتهرت بطلب العلم والامامة والكرم، وتقدر سنة ميلاده في 1941 وتُوفى في 1999، وبعد هجوم نظام البعث في العراق عام 1987،  بحملات ضد المجاهدين في مدينة حلبجة وتخريب أحيائها السكنية، فر الشيخ وأعلنوا تأسيس الحركة الإسلامية في كردستان العراق، لينتخبوا الشيخ عثمان عبد العزيز مرشدا عاما لهم.
اشتهر بعلمه، حيث قان بتفسير القرآن الكريم، وقطع شوطا كبيرا في شرح صحيح البخاري باللغة الكردية على غرار كتاب فتح الباري ولكن المنية لم تمهله لإكمال الكتاب، وتوفي الشيخ في 12/5/1999 في مدينة دمشق التي كان يزورها لغرض العلاج.
4 – الشيخ علي عبدالعزيز 
الشيخ علي عبد العزيز من أبرز الشخصيات المحسوبة على الحركة الإسلامية في إقليم كردستان، كان مرشد الحركة حتى توفي سنة 2007 في لندن بعد صراع مع المرض.
 5- الشيخ صديق عبد العزيز.
هو المرشد السابق للحركة الإسلامية، شقيق المرشد الأول للحركة، الشيخ عثمان عبد العزيز، تبرأ صديق عبدالعزيز، من تصرفات أعضاء الحركة الإسلامية، وأفعال أبناء شقيقه الذين سيطروا على مقاليد الأمور داخل الحركة خلال المؤتمر الأخير الذي اعتبره " غير شرعي". 
خسر الانتخابات الحزبية التي جرت في المؤتمر العام العاشر للحركة: يوليو 2014، ليتم تنصيب  الشيخ عرفان علي عبد العزيز مرشداً جديداً للحركة.
عرفان علي عبد العزيز
عرفان علي عبد العزيز
6 -  عرفان علي عبد العزيز.
المرشد الحالي للحركة الإسلامية في كردستان، بعدما حصل على 326 صوتا من مجموع 576 عضوا شاركوا بالإدلاء بأصواتهم.
7 - أحمد كاكه محمود:  توفى عام 2007
8 - كمال رحيم رسول: عضو المكتب السياسي
9 - كامل حاج: علي عضو المكتب السياسي
10 - محمد عمر عبد العزيز.
11 - الشيخ كريكار انفصل عن الحركة واتحد مع جند الإسلام
علي بابير
علي بابير
12 - علي بابير: 
من مواليد 1961 كردستان العراق، السليمانية، وهو أمير الجماعة الإسلامية الكردستانية ومن القادة والشخصيات البارزة.
من عشيرة "ميراودلي"، ولد في صيف 1961 ميلادية في قرية "كَنْجارَه" التابعة لناحية "سنطسر" من قضاء "بشدر" في محافظة السليمانية، قضى السنوات الخمس الأولى لطفولته في قريته كَنْجارَه ثم بَسْتستين قبل أن يلتحق بالمدرسة، الابتدائية سنة 1967 واجتاز فيها الصف الأول ثم نتقل بيت والده من بَسْتستين إلى قرية طردى تلي وثم إلى مركز قضاء (رانيه)، وأثناء هذا التنقل وعلى الرغم من اجتيازه للصف الثاني الابتدائي في بيت عمته في قصبة (ضوارقورِنة) وكان الأول على صفه، إلا أنه بسبب عدم وصول وثيقتِهِ الدراسية من (سنطسر) إلى(ضوار قورِنة)، فقد حرم من هذه السنة الدراسية، لهذا اعاد الصف الثاني الابتدائي في (رانيه) سنة (1969) واستمر بالدراسة إلى ان اكمل المرحلة السادسة سنة (1973).
 التحق في سنة (1980-1981) بكلية (الفقه) في مدينة (النجف) وكان معدله مؤهِّلاً للقبول في كليات أخرى كالشريعة والآداب، ولكنه اختار هذه الكلية وفي هذه المدينة كي يتعرف عن قرب على المذهب الشيعي.
علي بابير كاتب ومفكر إسلامي كردي له أكثر من ستين كتابًا باللغتين الكردية والعربية مع آلاف الاشرطة الصوتية لخطاباته وندواته الثقافية والدينية، بينها: (إِثبات وجود الله) و(العاطفة القومية) و(العدالة الاجتماعية)، كذلك وأثناء مكوثه في إيران وتردده سراً على كردستان العراق كانت له مناقشات فكرية مع عدد من الماركسيين من كوادر أحد الأحزاب الكردستانية العراقية حيث أصبحت اثنتان منها نواة لكتابين هما: (الإسلام ليس مادياً ولا مثالياً) و(الإسلام مُنَبِّهٌ وليس مخدرًا) ثم أصبحت كلها فيما بعد فصولاً في كتاب: (صراع الإِسلام والأيدولوجيات الأخرى).
تزوج بابير في 1984 من زوجته الأولى روخسار إبراهيم ماماغا وبعد شهر من هذا الزواج انتقل مع زوجته من (رانيه) إلى قرية (سرسيان) وذلك لأسباب أمنية، رشح نفسه في مدينة أربيل لانتخابات مجلس النواب العراقي وحظي بالمركز الأول على مرشحي كل القوائم. 
  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: الإخوان المسلمون في كُردستان العراق.. تبعية لإيران تدفع للمزيد من الانشقاقات Description: Rating: 5 Reviewed By: تنوير
Scroll to Top