د. أشرف منصور يكتب: تهافت نظرية تحريف التوراة والإنجيل - ادراك

بحث في الموقع

https://idrak4.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

الثلاثاء، 22 مايو 2018

د. أشرف منصور يكتب: تهافت نظرية تحريف التوراة والإنجيل



كتب: د. أشرف منصور
يعتقد المسلمون أن التوراة والإنجيل تم تحريفهما، لكن هذا الاعتقاد غير صحيح، للاعتبارات الآتية:
1) القرآن نفسه لا يقول ذلك. الآية القائلة: مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (النساء 46) هذه الآية لا تدل أبداً على أن التوراة محرفة، بل هي تدل على أن التحريف هو في التلاوة، لا في النص نفسه. وكذلك الآية التالية لا تعني أبداً أن اليهود حرفوا التوراة، بل تعني التحريف في قراءة نص مكتوب: وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ (المائدة 41).
2) الآية التالية من نفس السورة تقول: وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (المائدة 43). الآية صريحة وتقول إن التوراة فيها حكم الله، فكيف تكون محرفة وفيها حكم الله؟ وكيف يأمر الله اليهود في القرآن باتباع حكمه في التوراه وهي محرفة؟ والآية التالية تقول: إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44). هذه الآية لا تعني أبداً أن التوراة محرفة، بل هي تصر على أن من لم يحكم بما أنزل الله في التوراة وغيرها من الكتب السماوية كافر.
3) آية أخرى بعدها من نفس السورة تقول: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ (المائدة 48). الآية تقول إن لكل أمة شرعة ومنهاجاً، ولو كانت التوراة أو الإنجيل محرفتان فلن يكون لهذه الآية معنى، لأن لكل أمة كتابها السماوي الذي يأمر الله نفسه باتباعه.
4) الآية الشهيرة القائلة: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر 9)؛ الذكر هو كل ما أنزله الله على أنبيائه ورسله، وليس القرآن فقط. المشكلة أن المسلمين فهموا الذكر على أنه هو القرآن فقط، لكن الذكر هو كل الكتب السماوية.

5) لا يمكن أن يتعرض كلام الله للتحريف، فلو قلنا إن التوراة والإنجيل محرفان، والقرآن وحده ليس محرفاً، فكأننا قلنا إن الله حمى القرآن وحده من التحريف ولم يحم التوراة والإنجيل، وهذا ليس عدلاً من الله. العدل الإلهي والحكمة الإلهية تقتضي أن يحمي الله كل كتبه السماوية من التحريف، لا أن يحمي بعضها فقط ولا يحمي الآخر.

  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: د. أشرف منصور يكتب: تهافت نظرية تحريف التوراة والإنجيل Description: Rating: 5 Reviewed By: تنوير
Scroll to Top