جيش العدل البلوشي وطموحات السنة في إيران - ادراك

بحث في الموقع

https://idrak4.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

السبت، 12 مايو 2018

جيش العدل البلوشي وطموحات السنة في إيران


في 20 يونيه 2010 نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام شنقا في عبد المالك ريجي، زعيم جماعة "جند الله" السنية المتمردة، فأدى إلى اشتعال حركة التمرد المسلحة بين أبناء البلوش؛ من أجل مواجهة الاضطهاد الذي تقوم به السلطات الإيرانية في حق أبناء البلوش، فخرج العديد من الحركات المسلحة والتي ترفع شعار الكفاح المسلح حتى الإقرار بحقوق البلوش وأهل السنة في إيران من قبل حكومات طهران التي تهمش أبناء البلوش، رغم رفعها شعار العدل والمساواة.

خلفية تاريخية

خريطة بلوشستان
خريطة بلوشستان
تعتبر منطقة سيستان وبلوشستان من أكثر مناطق الصراعات الداخلية في إيران، وهناك العديد من الحركات السياسية السلمية أو المسلحة المعارضة للنظام الإيراني، وتدافع من أجل الحصول على حقوقها، هذا الصراع يأتي على واقع سيئ للمنطقة المحرومة من أغلب الخدمات الإنسانية، كما تعاني من التهميش من قبل الحكومة في طهران.
نقسم إيران من الناحية العرقية إلى عدة أقليات؛ حيث يشكل الفرس 45% من مجموع السكان البالغ عددهم نحو 70 مليون نسمة حسب إحصاءات عام 2000، وهناك 25% أذريون، و8% جيلاكي ومازنداراني، و8% أكراد، و4% عرب، و3% لور، و3% بلوش، و3% تركمان، و1% "آخرون" (يهود وغيرهم)، ويعتبر المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي للدولة في تدين أغلب الأقليات العرقية بالمذهب السني.
فـ"سيستان وبلوشستان" هي المحافظة الثالثة من حيث كبر مساحتها، والتي تمتد على 181600 كيلو متر مربع من الأراضي الإيرانية، والحاضنة لـ3.1 مليون نسمة، وتعاني بالفعل من إجحاف على غرار مناطق الأطراف التي تتراجع التنمية فيها لمصلحة محافظات المركز، والسلطات الإيرانية دائما تتذرّع بالتهريب، والمتمردون يعزفون على وتر المذهبيّة والقومية، ولعلّها قنبلة موقوتة، تلك المحافظة الحدودية الواقعة على مثلث تهريب المخدرات بين إيران وأفغانستان وباكستان.
وفي محافظة "سيستان وبلوشستان" يختلط الصراع القومي بمكافحة الجريمة وتهريب الممنوعات ومحاربة التجسّس وتُهم التآمر مع الغرب ضد النظام الإيراني، تُهمٌ تخفي وراءها صراعاً ذا طابع "اثني- مذهبي"، يتقاطع مع حرمان خدماتي، استطاعت المعارضة ذات الغالبية السنيّة توظيفه في صراعها مع سلطة شيعيّة تعتبر كل من يخالف ولاية الفقيه من خارج الملّة.
الأمر الذي أدى إلى ظهور العديد من التنظيمات المسلحة ضد الدولة الإيرانية في سيستان وبلوشستان، وفي مقدمتها تنظيم "جند الله" وتنظيم "أنصار الله"، وتنظيم "جيش العدل البلوشي"، ويعتبر "جيش العدل" من التنظيمات المسلحة الشرسة التي تسبب إزعاجا للسلطات والأجهزة الأمنية الإيرانية؛ نظرا لما يقوم به من عمليات خطف واغتيال الجنود والمسئولين الإيرانيين، وكان آخرها اختطاف 5 جنود من قوات حرس الحدود الإيراني، والتي أفرج عنهم عقب توسط مشايخ وعلماء السنة في بلوشستان وباكستان.

تأسيس جيش العدل

شعار جيش العدل
شعار جيش العدل
في 20 يونيو 2010 نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام شنقا في عبد المالك ريجي، زعيم جماعة "جند الله" السنية المتمردة، فتعهد رفقاؤه- وفي مقدمتهم شقيقه عبد الرءوف ريجي وعبد الرحیم ملازاده- على مواصلة نضالهم المسلح ضد السلطات الإيرانية؛ من أجل الحصول على حقوق البلوش وأهل السنة في إيران، وتم إعلان "ملازاده" أميرا لجماعة جند الله، ثم بعدها بعدة شهور أعلن "ملازاده" و"ريجي" تأسيس جيش العدل عبر توحيد الفصائل والحركات المسلحة التي تخوض حربا ضد السلطات الإيرانية.
تمت مبايعة "ملازاده" أميرا لجيش العدل في نهاية عام 2012، وتسميه التقارير الأمنية الرسمية "عبد المالك ريجي الثاني"، في إشارة إلى زعيم حركة "جند الله" الذي أعدم في 2010 من قبل الحكومة الإيرانية.
يتشكل "جيش العدل" من 3 كتائب تحمل أسماء 3 من عناصر الجماعة الذين قتلوا في مواجهات عسكرية مع قوات النظام، أو أعدموا من قبل النظام في السجن، وهم: عبد الملك ملازاده، نعمت الله توحيدي، والشيخ ضيائي، بالإضافة إلى كتيبة أمنية تقوم بمهام الرصد والاطلاع.
وتقوم قيادات "جيش العدل" بتجنيد وتدريب الصبية فكريًّا وعسكريًّا في المدن والقرى التي يقطنها البلوش؛ من أجل دعم الفكر المسلح للوصول إلى أهدافهم.

المرتكزات الفكرية

المرتكزات الفكرية
حركة جهادية سنية في بلوشستان الإيرانية يتزعمها عبد الرءوف ريجي الذي قد حل محل شقيقه الأكبر عبد المالك ريجي الأمير السابق لحركة (جند الله) المعارضة لطهران، وقد قبضت عليه وحاكمته لجرائمه الكثيرة ضد عدد كبير من المواطنين العزل، وتم تنفيذ حكم الإعدام بحقه بتاريخ 20 يونيو 2010 .
وترفع الحركة مبدأ الجهاد من أجل عودة الحقوق؛ عملا بقول الله تعالى: {لاَ یَسْتَوِی الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ غَیْرُ أُوْلِی الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِینَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِینَ دَرَجَةً وَکُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِینَ عَلَى الْقَاعِدِینَ أَجْراً عَظِیماٍ}. (النساء: 95).
كما ساقت الجماعة العديد من الأحاديث النبوية الشريفة؛ من أجل توضيح موقفها لصراعها مع السلطات الإيرانية، ومن ضمن هذه الأحاديث الحديث النبوي الذي رواه أبو هریرة عن النبِي صلى الله علیه وسلم قال: "انتدب الله لمن خرج فی سبیله لا یخرجه إلا إیمان بي وتصدیق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنیمة، أو أدخله الجنة". متفق علیه.
وترى أن حماية أموال وأعراض المسلمين هي الجهاد الأكبر من طغيان الحكام والأعداء، فحماية الضعفاء هو الشرف والكرامة والعزة، ومن تعاليم الإسلام الحنيف.

أهداف "جيش العدل"

أهداف جيش العدل
1- رفع راية التوحيد "لا إله إلا الله"، وإخراج كل مظاهر الشرك من جميع الأراضي البلوشية في بلوشستان الغربية المحتلة من إيران.
2- ضرب وإضعاف الآلية العسكرية الإيرانية في جميع أرجاء بلوشستان، وإرباك النظام وإشغاله داخليا.
3- الدفاع عن أهل السنة في مختلف دول العالم؛ حيث قام تنظيم "جيش العدل" بعمليات عسكرية؛ ردا على الدعم الإيراني للرئيس السوري بشار الأسد في مواجهته للمعارضة المسلحة في سوريا.
4- إرجاع حقوق البلوش المسلوبة من ملالي طهران: "حقوق المواطنة، حقوق الأرض، الكرامة، حقوق الإنسان، ثروة البلاد المسلوبة وجوع الأهالي".

المؤسسون

المؤسسون
الأمير عبد الرحیم ملازاده
قائد الجيش الآن هو "عبد الرحیم ملازاده"، الذي يصدر بياناته باسم "صلاح الدین فاروقي"، أمير جيش العدل، من مواليد 1979 بمدينة "راسك" التابعة لإقليم بلوشستان، ويعتبر من أبرز قاعدة المقاومة فی بلوشستان، وكان ضمن جند الله التي أسسها عبد المالك ريجي، والآن حاج صلاح الدين يقود جيش العدل البلوشي على نهج الأمير ريجي.
ولأمير جيش العدل علاقات وثيقة بقبائل البلوش في منطقة بلوشستان الباكستانية، حيث توجد صلة قرابه وعاش عددا من السنوات بين أبناء هذه المنطقة؛ الأمر الذي يعطي له دعما قويا من بلوش باكستان والذين يعانون أيضا من اضطهاد من قبل الحكومات الباكستانية.
ويعتبر هو القائد والمخطط الإستراتيجي لعمليات جيش العدل في بلوشستان، والتي قام خلال ما يقرب من عامين من تأسيس التنظيم بالعشرات من العمليات المسلحة ضد قوات الحرس الثوري الإيراني, والمسئولين والمصالح الإيرانية بإقليم سيستان وبلوشستان.

المتحدث الإعلامي عبد الرءوف ريجي

المتحدث الإعلامي
عبد الرءوف ريجي من مواليد 5 أبريل، 1985 من قبيلة ريجي القوية بإقليم بلوشستان، وشقيق عبد المالك ريجي مؤسس تنظيم جند الله السني، والذي أعدمته السلطات الإيرانية في نهاية 2010.
وريجي، يعمل مدير العلاقات العامة والخارجية، والمتحدث الإعلامي باسم جيش العدل، وأحد المؤسسين مع عبد الرحيم ملازاده, الذي أسس الجيش في نهاية 2012.
ويعتبر "ريجي" الصوت الإعلامي للتنظم المسلح, ويتمع بثقه عالية من قبل أعضاء جيش العدل، ويتمع بعلاقاته القوية مع الحركات المسلحة داخل إيران وفي باكستان وأفغانستان، بالإضافة إلى اعتباره رمزا من رموز الكفاح المسلح ضد السلطات الإيرانية.
 يأتي" ريجي" على رأس المطلوبين على قائمة مخابرات الحرس الثوري الإيراني؛ نظرا لما يقوم به من عمليات ضد المؤسسات والشخصيات الحكومية في إقليم سيستان وبلوشستان وداخل إيران، وكانت طهران قد أعلنت اعتقال عبد الرءوف ريجي في ديسمبر 2010, ولكن خرج "ريجي" ليعلن كذب هذه الأخبار قائلا: "ما تقوله السلطات الإيرانية محض كذب وافتراء، أمير التنظيم وأنا بخير تام، وليست هناك أي مشكلة على الإطلاق".
وتابع قائلا: "مرة قالوا إنه تم تغيير أمير الحركة وتعيين آخر مكانه، ومرة أخرى قالوا إنهم اعتقلوني، ها أنا الآن أتحدث إليكم؛ لكي يعرف العالم أن الحكومة في إيران لا تتمتع بأي مصداقية، فقط يحاولون التشويش وإثارة الفزع بين السكان في جبال بلوشستان".
واستطرد قائلا: "على المجتمع الدولي أن يعرف أن هذه الحكومة "الإيرانية" تكذب، هم يقولون إنهم اعتقلوني، بينما الآن أنا أتكلم معكم، كما كذبوا في إعدام الـ11 شخصا الذين زعموا أنهم من الحركة، بينما هم أشخاص عاديون تربطنا ببعضهم صلات قرابة ومصاهرة ونسب".

أبرز العمليات المسلحة

أبرز العمليات المسلحة
1- اختطاف 5 جنود من حرس الحدود الإيراني
في 9 فبراير 2014 قامت حركة "جيش العدل" البلوشية باختطاف ٥ من جنود حرس الحدود الإيراني بالقرب من مخفر "نغور" الحدودي في إقليم بلوشستان شرقي إيران.
وقال جيش العدل البلوشي إن العلمية جاءت للرد على المجزرة الأخيرة التي تمثلت بإعدام ١٥ مواطناً من البلوش في مدينة جابهار, مؤكدا على أن الحركة تريد إرغام السلطات على التفاوض لإطلاق سراح السجناء البلوش مقابل هؤلاء الرهائن.
وفي 4 أبريل 2014 أطلقت الحركة سراح الجنود الإيرانيين الذين تحتجزهم الحركة كرهائن.
 
2- "جيش العدل" يتبنى إسقاط هليكوبتر إیرانیة في بلوشستان
في 26 نوفمبر 2013 قامت حركة "جيش العدل" البلوشية بإسقاط هليكوبتر لقوات حرس الحدود في منقطة "سراوان" على الحدود الشرقية للبلاد.
وعقب رصد كتيبة "الشيخ ضيائي" إحدى كتائب جيش العدل مكان تحليق الهليكوبتر، قام باستهدافها بقذيفة دوشكا؛ مما أدى إلى إسقاطها.
وقالت الحركة: "إن عملية إسقاط الطائرة الهليكوبتر جاء رداً على قصف منزل أحد مقاتلي الحركة ويُدعى عمر شاهوزي؛ حيث قتل جراء هذا الهجوم طفل وجرحت بعض النساء".
وهدّدت الحركة في بيان بتنفيذ المزيد من العمليات ضد الحرس الثوري في حال رفضه مغادرة مناطق أهل السنة في إيران.
من جانبه أكدت وسائل الإعلام الإيرانية سقوط هليكوبتر تابعة لقوات حرس الحدود في المنطقة المذكورة، لكنها عزت الأسباب إلى عطل فني، وقالت: إن أي من طاقهما لم يُصب بأذى جراء الحادث.
 
3- تفجير سيارة بمدينة " سراوان" ومقتل 3 جنود وضابط بالحرس الثوري
قامت حركة جيش العدل بزرع قنبلة في سيارة تابعة لضابط في الحرس الثوري الإيراني بمدينة "سراوان" أدت إلى مقتل 3 جنود، وضابط كبير من عناصر الحرس الثوري.
وقالت الحركة: إن من ضمن القتلى ضابطا كبيرا في الحرس الثوري تمكنت الحركة من استدراجه واستهدافه في العملية التي كللت بالنجاح، وإن هذه العملية كانت ردا على الإعدامات التي نفذتها إيران بحق 16 من السجناء البلوش في "زاهدان" و4 من النشطاء العرب الأهوازيين واثنين من النشطاء السياسيين الكرد.

4- اختطاف ضابط إيراني
وفي 30 أكتوبر 2013 أعلنت منظمة "جيش العدل" البلوشية في إيران عن خطف أحد ضباط حرس الثورة، والذي كان في مهمة استطلاعية في منطقة سراوان الحدودية في إقليم سيستان وبلوسشتان جنوب شرق البلاد تمهيداً لتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد أعضاء هذه المنظمة.
ونشرت المنظمة المذكورة اعترافات مصوّرة للضابط، الذي يدعى بير محمد شهنوازي، وهو يتحدث عن ظروف اعتقاله وعن الخلايا التي قام الحرس الثوري الإيراني بتشكيلها للعمل داخل سوريا ولبنان والسعودية والعراق وأفغانستان وباكستان والقيام بأعمال تخريبية.
وطالب الضابطُ المختطف النظامَ الإيراني بتلبية مطالب الخاطفين مقابل إطلاق سراحه.
 
5- قتل 20 جنديا من حرس الحدود الإيراني بـ"سراوان"
في 25 أكتوبر 2013 قام جيش العدل بالهجوم على إحدى النقاط الحدودية التابعة لسلاح حرس الحدود الإيراني بمنطقة "سراوان" أدت إلى مقتل 20 جنديا إيرانيا وجرح ثلاثة آخرين .
وإثر الحادث، قامت طهران بإعدام 16 سجينا ومتهما بالتمرد، إضافة إلى تسليم مذكرة احتجاج للقائم بالأعمال في السفارة الباكستانية. 

أبرز المحاكمات

أبرز المحاكمات
إعدام 3 من حركة "جيش العدل" أدينوا باغتيال المدعي العام لمدينة زابل:
قامت السلطات الإيرانية بتنفيذ حكم الإعدام، فجر السبت، 26 أبريل 2014، بحق ثلاثة من عناصر "جيش العدل" البلوشي أدينوا باغتيال المدعي العام لمدينة زابل في سيستان وبلوشستان شرق البلاد، وقالت: إن الإعدام نفذ بالشنق علنا أمام الرأي العام وفي مكان اغتيال المدعي العام.
وشنق عوميد بيري، وعلي رضا دهمردي، وإيمان غلوي، في المكان نفسه الذي تم فيه اغتيال موسى نوري، الذي كان مدعي مدينة زابل في محافظة سيستان وبلوشستان.
وقال رئيس محكمة سيستان وبلوشستان، حجة الإسلام والمسلمين إبراهيم حميدي، بأن اليوم السبت هو موعد تنفيذ حكم الإعدام علنا بحق المدانين باغتيال مدعي عام محكمة زابل موسى نوري، موضحا أن عملية الإعدام نفذت في مكان وقوع جريمة اغتيال موسى نوري وسائقه الشخصي .

إعدام 16 من أعضاء "جيش العدل"
أعلن مدعي عام زاهدان في 31 أكتوبر 2013، عن إعدام 16 من أعضاء جيش العدل البلوشي "المجموعات المناهضة للنظام"؛ ردا على العملية التي قام بها تنظيم "جيش العدل" والتي راح ضحيتها 17 من أعضاء حرس الحدود في بلوشستان.
وندد الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان بإعدام الـ 16 شخصاً، بينهم ثمانية متمردين سنة، في إيران، معتبرا أن ذلك يظهر أن تولي رئيس معتدل الحكم في إيران لم يحسن وضع حقوق الإنسان في هذا البلد.

السلطات الإيرانية وجيش العدل

السلطات الإيرانية
تصنف إيران تنظيم "جيش العدل" جماعة إرهابية خارجة عن القانون، تقوم بتهريب المخدرات وقتل المدنيين العزل في سيستان وبلوشستان, والسلطات الإيرانيّة تختصر النزاع بالخروج على القانون والتهريب، وتشكيل خلايا إرهابية مدعومة من السعوديّة عقائدياً ومالياً، ومن أمريكا والاستخبارات الباكستانية تسليحياً ولوجستياً؛ من أجل إضعاف النظام الإسلامي،
ويرد جيش العدل بأنهم يقاومون السلطات الشيعية التي تضطهد أهل السنّة والجماعة، وحرمانهم من أبسط حقوقهم في ممارسة شعائرهم وبناء مساجدهم ومدارسهم، والاحتفاظ بثقافتهم البلوشية المغايرة للثقافة الفارسية السائدة في إيران، والقيام بإغلاق مساجد ومدارس دينية وهدمها، واعتقال رجال دين سنّة على نحو متواصل.
وأوضح قادة جيش العدل البلوشي أن السلطات الإيرانية لا تريد حلولا للأوضاع في الإقليم، فهي تتعمد إشعال الأمور عقب منع القراءة والكتابة والإعلام والمحاكم باللغة البلوشية، وفرضت الثقافة الفارسية، بل ووصل الأمر معها إلى منع الأهالي من ارتداء الزي البلوشي، الشبيه بالزي الهندي والباكستاني، وهو ما يعتبره البلوش استهدافا لثقافتهم وقوميتهم.

اتهامات إيرانية بدعم سعودي لجيش العدل

اتهامات إيرانية بدعم
ولم تترك إيران جهة إلا واتهمتها بدعم وتدريب "جيش العدل"، ووجود صلات مع إسرائيل، فالعدو التاريخي لإيران هو المملكة العربية السعودية.
فقد اتهم العضو البارز في لجنة الأمن القومي الإيراني إسماعيل كوثري حركة "جيش العدل" بالعمل لصالح السعودية، وقال لوسائل الإعلام الإيرانية: "إن ما تسمى جماعة "جيش العدل" هي للأسف تابعة للسعودية وبعض دول المنطقة، وتنشط في باكستان وتعمل بتنسيق مع الدول الكبرى، وتحصل على دعم من السعودية وتنشط في منطقة بلوشستان الباكستانية على الحدود الإيرانية الباكستانية، حيث إنه ليست هناك مواقع أو مخافر كبيرة على الحدود".
ونسب قائد في الحرس الثوري إلى اللواء قاسم سليماني قوله: إن إيران كانت تتطلع إلى حصول انفراجة في علاقاتها مع السعودية فيما يتعلق بالملف السوري تحديدا، ولقد تم تكليف الأمير بندر مجددا بالملف السوري، وإنه سوف يدير الجماعات المسلحة وسينسق مع مجاهدي خلق، وسيستفيد منهم، وقد فتح لهم غرفة عمليات في الأردن، وسنشهد مرحلة أمنية بامتياز.

جيش العدل والولايات المتحدة الأمريكية

جيش العدل والولايات
ترى إيران أن جيش العدل هو أداة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية تدعمها إعلاميا وسياسيا وأمنيا من أجل إسقاط الجمهورية الإسلامية في إيران؛ فقد اتهم جواد كريمي قدوسي, عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، في اجتماع مع أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية- الولايات المتحدة الأمريكية بدعم جيش العدل، قائلا: "النقطة المهمة في هذا الموضوع أن الدور الذي تلعبه وكالات الاستخبارات الأمريكية عبر المخابرات الباكستانية هو تنفيذ الهجمات الإرهابية على قوات الحرس الثوري الإيراني".
إيران تتهم باكستان بدعم "جيش العدل"
رغم توقيع إيران وباكستان اتفاقيات أمنية خلال 2013 لمواجهة التهريب والحركات المسلحة على الحدود الباكستانية الإيرانية بمنطقة بلوشستان إلا أنه دائما هناك اتهامات إيرانية لأجهزة المخابرات الباكستانية بدعم الحركات المسلحة وفي مقدمتها جيش العدل البلوشي؛ فقد حذر منصور حقيقة +بور نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني باكستان من دعم المسلحين والإرهابيين- على حد وصفه- ودعاها إلى بذل قصارى جهدها للقبض على الخارجين عن القانون الضالعين في الأعمال الإرهابية على الحدود.
وقال: "إذا لم تلتزم باكستان بواجباتها والتزاماتها القانونية فنحن نحتفظ لقواتنا العسكرية والأمنية بحق مطاردة الخارجين عن القانون داخل باكستان".
ورد المتحدث الإعلامي لجيش العدل على هذه الاتهامات, قائلا: "نهج الحكومة الإيرانية لا يتغير وقائمة الاتهامات لا تنتهي، فحكومة طهران تتهم كل من يقوم ضدها ويطالب بحقوقه بوجود علاقات خارجية، وهي تتهمنا بالعلاقات مع أمريكا وجهات خارجية، وأمور غير ذلك".
وأضاف: "فنهج الحكومة الإيرانية أن تتهم كل من يقوم بمخالفتها ويطالب بحقوقه, ليست هناك أي جهات خارجية خلف هذه العملية, إيران فقط تريد إخفاء عجزها وضعفها عن مواجهة الحركة", مؤكدا على أن الحركة لا تريد حروبًا أو معارك، إنما تطالب فقط بحقوق السنة والبلوش.

علاقة جيش العدل والحركات المسلحة بتنظيم القاعدة

علاقة جيش العدل والحركات
دائما لأي حركة مسلحة أو انفصالية تواجهها الدولة يكون لديها علاقات خفية مع الجماعات المسلحة بالمنطقة القريبة لها، سواء كانت هذه الجماعات خارجة عن القانون وتصنف جماعة إرهابية كتنظيم القاعدة أو جماعات تحمل نفس القضية التي تدافع عنها؛ لذلك توجه دائما السلطات الإيرانية اتهامات إلى جيش العدل كأحد فروع تنظيم القاعدة في إيران.
واتهمت السلطات الإيرانية تنظيم جيش العدل، بارتباطها الوثيق بتنظيم القاعدة، وتلقي الأموال والدعم من خلالها، وتدريب أفرادها هناك على أيدي متخصصين من جانب تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
من جانبه قال عبد الرءوف ريجي، المتحدث الإعلامي لجيش العدل: "حرکتنا حرکة مستقلة عملیًّا وفكریًّا، ولا تتبع أو تتأثر بفكر تنظيم القاعدة، ففكر حركتنا هو السعي لرفع الظلم الواقع على أهلنا السنة في سيستان وبلوشستان وفي إيران بشكل عام، من قبل السلطات الإيرانية التي تحكم بما يخالف شرع الله".
وأوضح أن الاتهامات بوجود علاقة بتنظيم القاعدة لشيطنة الجيش وإبعاد صفة الوطنية عن الحركة، التي ترفع مطالب خاصة بأهل السنة وقوم البلوش.

جيش العدل وحركة "الأنصار" الإيرانية

جيش العدل وحركة الأنصار
حركة الأنصار الإيرانية تعد من الحركات المسلحة السنية في بلوشستان، وتعمل ضد السلطات الإيرانية التي تعتبر حكومة طهران حكومة طاغية، ومضطهدة لحقوق أهل السنة ببلوشستان وسائر الأراضي الإيرانية.
ويرتبط أبو حفص البلوشي، المتحدث الرسمي باسم حركة اﻷنصار, بعلاقات قوية مع عبد الرءوف ريجي المتحدث الإعلامي لجيش العدل، حيث كان الاثنان من قادة جند الله التي أسسها عبد المالك ريجي, وهناك تعاون معلوماتي ولوجستي بين حركة الأنصار وجيش العدل.
وأبو حفص البلوشي كانت لديه مجموعة خاصة قام بتدريبها في جبال قبيلته ذات الطبيعة الوعرة لمدة أربع سنوات، في بادرة لم يسبقه إليها أحد، حيث تمركز داخل إيران لسنوات، وتعرض للقصف الجوي العشوائي من القوات الإيرانية؛ لعجزها عن دخول تلك الأراضي بسبب وعورتها.
واكتسبت "جيش العدل" من أبي حفص البلوشي الخبرات العسكرية في مواجهتها للسلطات الإيرانية، بالإضافة إلى إرسال مقاتلين من جيش العدل إلى حركة الأنصار للتدريب بمعسكراتها.

اتهامات بالتراخي والتقصير

اتهامات بالتراخي
أكد حسین علي شهریاري، عضو مجلس الشورى الإسلامي "البرلمان الإيراني" عن مدينة زهدان عاصمة إقليم سيستان وبلوشستان- أن عملية خطف الجنود في الإقليم من قبل المجموعة الإرهابية التي يطلق عليها "جيش العدل" أثبتت أن الحدود الإيرانية مع أفغانستان وباكستان بحاجة إلى مزيد من الإجراءات لضبطها؛ لوجود بعض الثغرات الأمنية بها.
وأضاف "شهرياري" أن الجماعات الإرهابية تقوم بعملياتها من خلال مجموعة مكونة من 300 إلى 400 شخص، ويقومون باختطاف الجنود وعمليات ترويع للمواطنين، وهو ما يتطلب تغيير الإستراتيجية الأمنية لمواجهة هذه العصابات الإرهابية.
وأوضح أن قوات الأمن بالتعاون مع شيوخ القبائل تعلب دورا في الحفاظ على أمن الإقليم والحدود الإيرانية من الجماعات الإرهابية, مؤكدا أن الحكومة الإيرانية لا تتفاوض مع راهبيها، مشيرا إلى أن جيش العدل هو تنظيم إرهابي وأداة في قوى معادية للبلاد.
أجرت القيادة العسكرية في إيران تغييرات واسعة في قيادة حرس الحدود شملت عزل عدد من قادة هذه القوات، في إقليم سيستان وبلوشستان المضطرب، خصوصا الجزء المحاذي لباكستان، في وقت تطالب حركة "جيش العدل" فيه بصفقة كبيرة تشمل إطلاق سراح سجينات من حركة "جبهة النصرة" في سوريا مقابل الإفراج عن خمسة جنود خطفتهم في فبراير 2014.
وقال العميد حرس ثوري حسين ذو الفقاري إنه تم عزل "عدد من قادة قوات حرس الحدود التابعة لقوات الأمن الداخلي (ناجا)، وأحيلوا للقضاء العسكري"، ولكنه أكد أن "العزل مؤقت ريثما يقرر القضاء ما إذا كانوا مذنبين أم لا".
و أوضح أن "هناك تراخياً وإهمالا من قبل قادة حرس الحدود الذين عزلوا مؤقتا، أدى إلى خطف الجنود الخمسة في منطقة وعرة، ونحن لن نسمح بتكرار ذلك، وسيكشف القضاء التفاصيل".
وأكد ذو الفقاري أن الجنود الخمسة أحياء، بعد ورود أنباء عن مقتل أحدهم الأحد، وأعلنت حركة "جيش العدل" في أحدث بيان وصلت منه نسخة إلى "ميديل إيست أونلاين" أنها "مستعدة للإفراج عن الجنود الخمسة مقابل الإفراج عن 50 من أعضائها و200 من أهل السنة، بينهم رجال دين كلهم معتقلون في إيران، والإفراج أيضاً عن 50 سجينة من النساء المسلمات من "جبهة النصرة"، تقول الحركة: إن الحرس الثوري الإيراني يعتقلهن في سوريا.

انتقادات الشارع الإيراني

 انتقادات الشارع
وفتحت هذه الأحداث نقاشات داخل النخب السياسية الإيرانية حول جدوى الحلول الأمنية في شأن ضعف أداء الأجهزة الأمنية لإعادة الأمن والاستقرار إلى إقليم سيستان وبلوشستان، ذي الأغلبية السنّية من البلوش الإيرانيين.
وحذر خبراء إيرانيون من الاكتفاء بالحلول الأمنية لحل قضايا أقاليم القوميات غير الفارسية التي تعاني من الحرمان الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وقالوا: إن الحل الأمني وحده لا يكفي لاجتثاث جذور "الإرهاب" خصوصاً في سيستان وبلوشستان.
وأشاروا إلى تقرير لجنة برلمانية توجهت إلى الإقليم، وخلص إلى أن الحلول الأمنية لن تكفي وحدها في القضاء على نشاط الإرهابيين.
وقدمت اللجنة توصيات بأن تشرع الحكومة بإيجاد مشاريع عمرانية وأخرى لحل مشكلة المياه والبطالة بعد نحو 34 عاماً على قيام نظام الجمهورية الإسلامية الذي وعد بالرفاهية وحقوق مواطنة متساوية.
ورغم أن التوصيات تناولت جوانب أمنية أيضاً لكنها- برأي الخبراء- أغفلت ذكر ضياع الحقوق القومية في سيستان وبلوشستان ذي الغالبية البلوشية، وغيرها من إقليم القوميات غير الفارسية: أذربيجان (الأذريون) وكردستان (الأكراد) وخوزستان (العرب) وتركمن صحراء (التركمان).
واجتمع رئيس البرلمان على لاريجاني بأعضاء اللجنة الخاصة المكلفة لدراسة أوضاع سيستان وبلوشستان، وبحث معهم أهمية التوصل إلى حلول سريعة خاصة فيما يتعلق بتدهور الوضع الأمني هناك، فيما تحرز إيران تقدماً ملحوظاً في مفاوضاتها النووية مع الغرب و"سحب الذرائع التي تمكن الغرب من ممارسة الضغوط على إيران"، وهي إشارة إلى سجل إيران المليء بانتهاكات حقوق الإنسان.

الخلاصة

الخلاصة
أصبح من الواضح أن السلطات الإيرانية تواجه مأزقا في التعامل مع الحركات المسلحة داخل إقليم بلوشستان، رغم توقيع اتفاقيات أمنية مع باكستان لتحجيم عمل هذه الحركات إلا أنها لم تنجح حتى الآن في تحقيق أي من هذه الأهداف؛ نظرا لطريقة التعامل مع هذه الحركات واستمرار تجاهلها لمطالب البلوش في حياة كريمة، واستمرار المحاكمات التي يوجد جزء منها غير عادل.
استمرار سياسية إيران باتجاه إقليم بلوشستان سوف يضعها أمام أزمة كبيرة قد تنفجر في أي لحظة، وتؤدي إلى أزمة سياسية ووطنية للدولة الإيرانية, يضعها على مفترق طرق، قد تؤدي إلى استقلال الإقليم، فالسلطات الإيرانية مطالبة بالعزوف عن إلقاء الاتهامات بمؤامرة على الإقليم وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها سكان بلوشستان, في ظل ارتفاع معدلات الفقر, وضعف التعليم.

  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: جيش العدل البلوشي وطموحات السنة في إيران Description: Rating: 5 Reviewed By: تنوير
Scroll to Top