الإخوان المسلمون في البوسنة.. حاضنة التنظيم الدولي للجماعة - ادراك

بحث في الموقع

https://idrak4.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

السبت، 12 مايو 2018

الإخوان المسلمون في البوسنة.. حاضنة التنظيم الدولي للجماعة


مقدمة

إن الباحث في تاريخ ونشاط حركة "إخوان البوسنة"، يجد بلا شك تداخلاً كبيراً بينها وبين جماعة الإخوان في مصر، حيث تتبع جماعة "الإخوان المسلمين" في جمهورية "البوسنة والهرسك"، تنظيمياً الجماعة الأم في مصر، ووصل إخوان البوسنة إلى الحكم في عام 1990 إلى 1996 عبر الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش، في أعقاب انتهاء حرب البوسنة، ثم كونه عضواً في المجلس الرئاسي من 1996 إلى 2000، ويعتبر تأسيس جمعية "الشبان المسلمين" في البوسنة هي النواة الأولى لجماعة الإخوان هناك، ومن وقتها وسعت الجماعة إلى تمرير وتطبيق أهدافها عبر حكم البلاد، من خلال حزب "العمل" الذراع السياسية لجميعة الشبان. 
ومن الأشياء التي ربما عززت  من التواجد الإخواني في البوسنة، دورهم في حرب البوسنة، فللجماعة باع طويل في العمل المسلح وحمل السلاح، فضلاً عن الدور الدعوي الذي لعبته الجماعة وأتقنته خلال الفترة الأخيرة؛ ما مهد وصولها إلى الحكم وتربعها على السلطة، حتى الآن عبر رئيسها الحالي باكر علي عزت.
الإخوان المسلمون
وسعت جماعة "الإخوان" في دولة البوسنة خلال الفترة الماضية وتحديداً التي أعقبت ثورة 30 يونيه التي أطاحت بحكم الرئيس الإخواني محمد مرسي- إلى لعب دور لخدمة الجماعة الأم، في محاولة لاستغلال الأحداث التي مرت في مصر وقتئذ، حيث استضافت البوسنة عددا من اجتماعات التنظيم الدولي للإخوان الذي تولى زمام الأمور بعد سقوط الجماعة في مصر بلد النشأة، لاتخاذ قرارات تجاه الأحداث المتلاحقة في مصر.
وفي لافتة قد لا تكون مثيرة للدهشة، خاصة بعد معرفة الميول الأيديولوجية لرئيس دولة البوسنة، استقبل الرئيس الحالي باكر علي عزت، هو ونجل الرئيس السابق علي عزت بيجوفيتش، وفد من أعضاء "تحالف الشرعية في مصر" الموالي لتنظيم الإخوان، الذي ترأسه وقتها عضو حركة قضاة مستقلون المستشار الهارب وليد شرابي، في محاولة من شرابي ورئيس البوسنة تدويل ما يحدث في مصر.
عصام الحداد
عصام الحداد
المثير كذلك، كان تلويح الرئيس البوسني بشارة "رابعة" ليلحق بما قام به رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي سبقه هو الآخر في التلويح بمثل هذه الشارة؛ الأمر الذي اعترضت عليه الخارجية المصرية واستدعت على إثره السفير البوسني اعتراضاً على الأمر.
ويمكن رصد العديد من أشكال التداخل بين التنظيم الأم للإخوان المسلمين في مصر وفرع الجماعة في دولة "البوسنة"، من خلال تكليف التنظيم في مصر للقيادي في الجماعة عصام الحداد بأن يكون ممثلاً للجماعة في البوسنة والهرسك في اجتماعات التنظيم الدولي، وقد ظهر  بعد ذلك جلياً  دعم البوسنة لتحالف دعم الشرعية المناهض لسياسات الدولة بعد ثورة 30 يونيه، فضلاً عن الدعم المعنوي للجماعة بتلويح الرئيس البوسني بشارة رابعة.

النشأة والتأسيس:

علي عزت بيجوفيتش
علي عزت بيجوفيتش
رصد العديد من خبراء الحركات الإسلامية، البدايات الأولى لحركة الإخوان المسلمين في دولة "البوسنة والهرسك"، وفي منطقة شرق أوروبا على وجه التحديد، من خلال جمعية "الشبان المسلمين"، التي أسسها الرئيس السابق للبوسنة علي عزت بيغوفيتش، حيث يحكم البوسنة وفقاً للدستور كيانان، هما اتحاد "البوسنة والهرسك" والجمهورية الصربية، بالإضافة إلى مقاطعة بريتشكو بوصفها كيانا ثالثا.
ميول بيغوفيتش الإسلامية كانت بلا شك عاملاً أساسياً في استيعاب أفكار الكيان الجديد المنتشر بشدة بين الطلاب الذين قاموا ببعثات علمية في الأزهر، فتأثروا بأفكار الجماعة واعتنقوها، حيث كانت أفكار حسن البنا وقتها منتشرة بين طلاب الأزهر.
وتعتبر اللبنة الأولى للكيان الجديد، كان في تأسيس بيوغوفيتش مع بعض زملائه المتوافقين معه فكرياً- ناديا مدرسيا للمناقشات الدينية أطلقوا عليه "ملادي مسلماني" أي جمعية الشبان المسلمين، وكان عمره في تلك الفترة 16 عاما، وتطورت الجمعية إلى أن أصبح لها أعمال تعليمية وخيرية، حتى إنها أنشأت قسما للفتيات المسلمات، وقدمت خدمات ومساعدات أثناء الحرب العالمية الثانية للمحتاجين.
النتيجة الطبيعية التي ربما صادفت النشأة الأولى لجماعة الإخوان في العالم، هي إعلانهم أن الإسلام أيديولوجيًا يجب أن يكون واقع حياة، وليس دينا ينحصر في حدود الفرد والعبادات فقط، وكانت تضع النموذج الإندونيسي والباكستاني نصب عينيها؛ كونهما نظامين يقومان في الأساس على الشريعة الإسلامية، فعملت على تغيير الصورة النمطية التي ربما يصدرها دائماً رجال الدين أن الإسلام عبارة عن مجموعة من الأركان والعبادات.

فتاوى الجمعية لمواجهة حركة "الأستاشا"

علي عزت بيجوفيتش
علي عزت بيجوفيتش
حملت "جمعية الشبان المسلمين" لواء الدفاع عن الدين ومبادئ الشريعة، حيث واجهت بشراسة أفكار الشيوعية، التي كانت منتشرة وقتذالك، حيث وقعت يوغوسلافيا تحت الحكم الألماني في أبريل 1941، الذي أزال الحكم الملكي، فنتشرت أفكار النازية الفاشية، من خلال حركة "الأستاشا" النازية؛ فوقفت جمعية الشبان المسلمين مناهضة لتلك الأفكار، وأفتت بحرمة التحاق الشباب المسلم بهذه الحركة.
كما كانت لفترة وصول جوزيف تيتو إلى السلطة في 1953 وحزبه الشيوعي فترة عصيبة على الجمعية التي ترأسها علي عزت بيجوفيتش، حيث رفض تيتو تراخيص الجمعية، لتدخل مرحلة من عدم التوثيق القانوني، حيث سعي بيجوفيتش على إقامة علاقة بالشيخ حسين دوزو رئيس جمعية العلماء الذي عينته الحكومة للإشراف على شئون المسلمين؛ الأمر الذي سمح له بنشر مقالات تحت اسم مستعار في مجلة "تاكفين" التي كانت تصدرها الجمعية.

بداية التواصل بين إخوان مصر وإخوان "البوسنة"

بداية التواصل بين
بحسب الكثير من المراقبين فإن جماعة "الإخوان" في مصر اعتمدت على إرسال البعثات الدعوية إلى البوسنة والهرسك، لنشر مذهبها، وقام مندوبو الجماعة بدور كبير هناك، عبر جمعيات مثل "الوقف"، و"المنتدى"، ومؤسسة "الحرمين"، حيث تكفلت تلك الجمعيات بترتيب أمور أعضاء الإخوان، وبرر الإخوان إرسالهم مثل هذه البعثات، بوجود حملات تنصير أمريكية، وألمانية، وسويدية وقتذاك.
جمعية "الشبان المسلمين"
تعتبر جمعية الشبان المسلمين من أقدم الجمعيات الإسلامية في منطقة البلقان، وأسسها عدد من القيادات التي تحمل الفكر الإخواني، ثلاثينيات القرن الماضي، وتحديداً عام  1938م، وزعمت الجمعية وقتها أنها تسعى لنشر القيم والدعوة الإسلامية، فدخلت في صراعات وسجالات فكرية مع التيار الشيوعي من جانب، والعلماني من جانب آخر.
وكما هو الحال وفقاً لما تم تأسيس جماعة الإخوان عليه في مصر، فقد بدأت الجماعة دعوية لكنها سرعان ما انجذبت إلى العمل السياسي، حيث أسست الجمعية حزب "العمل الديمقراطي"، الموجود حالياً في السلطة، بعدما حقق بكر عزت بيجوفيتش، مرشح الحزب انتصاراً في الانتخابات العامة التي جرت في الثالث من أكتوبر 2010، ليكون هو العضو المسلم في الرئاسة "البوسنية الثلاثية" التي تتكون من (مسلمين - صرب - كروات).

المرتكزات الفكرية للجمعية

المرتكزات الفكرية
ترتكز جمعية الشبان المسلمين على جملة من الأفكار، لا تختلف كثيراً عن المرتكزات الفكرية للجماعة الأم في مصر: 
- القرآن منهج حياة.   
- نشر الدعوة الإسلامية وسن القوانين وفقاً للشريعة الإسلامية. 
- رفع مستوى الوعي الثقافي بالإسلام.
-  الإسلام دين ودولة.
- التأكيد على مرجعية الشريعة.
- إعداد أجيال تؤمن بالإسلام عقيدة ونظام حياة.
- التزام الجماعة بالنزاهة والاستقامة.
- العمل على استقلال البوسنة، والتصدي للعدوان والإبادة التي يتعرض لها الشعب.
وفي هذا الإطار يتحدث المؤسس الأول لجمعية الشبان المسلمين علي عزت بيجوفيتش عن دور جماعة الإخوان المسلمون في "البوسنه والهرسك"، فيقول في مذكراته: " الإخوان المسلمون.. نور يتفجر من عمق الظلام .. ينير درب السائرين .. يزرع على جنبات الطريق مشاعل الهداية .. ويصرخ في الركب: أنا نور هذا الكون إن هو أظلما! لكي تشرق الشمس من جديد على زوايا الخمول والنسيان والضعف والهوان جعلوا رسالتهم "ندعو بدعوة الله، وهي أسمى الدعوات، وننادي بفكرة الإسلام، وهي أقوم الفكر، ونقدم  للناس شريعة القرآن، وهي أعدل الشرائع.. أقول جمله للتاريخ لأعطي الحق لمن ضحوا من أجل الإسلام والمسلمين في كل مكان: لولا الإخوان المسلمون لضاعت البوسنه والهرسك".
ولعل المدقق في تلك المقولة، يجد أن الخطاب جزء من الحديث الفوقي الذي دائماً ما يتحدث به الإخوان وقت تمكينهم، في الدولة، ولعل هذا الحديث يذكرنا بما يردده المؤسس الأول لجماعة الإخوان، حسن البنا الذي أكد في أكثر من موضع في مجموع رسائله، أن الإخوان هم من أنقى الناس وأطهرهم، وما دونهم ليسوا في قدرهم.

إخوان البوسنة وثورة 30 يونيه

 إخوان البوسنة وثورة
كما أوضحنا سابقاً أن إخوان البوسنة، لعبوا في أعقاب الفترة الانتقالية التي أعقبت الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي في 30 يونيه من العام الماضي، دوراً محورياً في محاولة لإنقاذ التنظيم الأم من السقوط، وتمثل ذلك الدور في استضافة العديد من اجتماعات التنظيم الدولي للإخوان، واستقبال شخصيات إخوانية هاربة.
وحاول التنظيم الدولي للإخوان البحث عن شخصية إسلامية لها ثقلها كي تلعب دور الوسيط بين الجماعة والسلطات في مصر، ولعل كان اختيارهم لمصطفي سيريك مفتى البوسنة الشخصية الإخوانية صاحبت النفوذ نتيجة كثرة معارفة، فضلاً عن اختيار رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ليقود هذه الوساطة بحسب ما أوضحت صحف في البوسنة.
كما نظم عدد من أفراد الجالية المصرية والعربية الموالين للإخوان في البوسنة والهرسك، مظاهرات متتالية في محاولة منهم التنديد بعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، رغم الثورة الشعبية التي أطاحت بحكمه.

أبرز الشخصيات الإخوانية في البوسنة

علي عزت بيجوفيتش
علي عزت بيجوفيتش
علي عزت بيجوفيتش
هو أول رئيس جمهورية للبوسنة والهرسك بعد انتهاء الحرب بين البوسنة والصرب، ولد في مدينة بوسانا كروبا- البوسنية لأسرة بسنوية عريقة في الإسلام، لعب دور بارز في تأسيس جمعية "الشبان المسلمين"، التي كانت الممثل الأكبر للفكر الإخواني في البوسنة، حتى أسس حزب "العمل الديمقراطي"، وتسلم بيجوفيتش رئاسة جمهورية البوسنة في19  نوفمبر 1990م واستمر حتى 1996م ومن ثم أصبح عضوا في مجلس الرئاسة البوسني من 1996 إلى 2000م.
عرف عنه ميوله الإسلامية، حيث ألف عدة كتب أهمها الإسلام بين الشرق والغرب وهروبي إلى الحرية، ومن أبرز كتبه 
- "الإسلام بين الشرق والغرب".
- الإعلان الإسلامي، وهو الكتاب الذي أثار ثائرة السلطة الشيوعية التي رات فيه نوعا من المناهضة للشيوعية.
- هروبي إلى الحرية، وهو جمع من نصوص قرأها، وتعليقاته عليها، وأفكار بدأها، أو لاحظها وهو سجين.
- السيرة الذاتية: وهي عدة أقسام، منها ما كتبه بنفسه ابتدءا، عن حياته الخاصة والعامة، وعن أحداث البوسنة، ومقابلات طويلة مهمة تلخص رؤيته لكثير من الأحداث والأفكار، وملاحق ببعض المحاضرات والمقابلات، وبعض نصوص الاتفاقات الدولية التي بشأن البوسنة، وكان له دور فيها.
بكر عزت بيجوفتش
بكر عزت بيجوفتش
بكر عزت بيجوفتش
هو عضو المجلس الرئاسي البوسني، والممثل للعضو المسلم فيه، وهو مرشح ، بعجما فاز  في الانتخابات العامة البوسنية، التي جرت في الثالث من أكتوبر 2010، وهو ابن الزعيم البوسني الراحل علي عزت بيجوفيتش .
أدهم باسكيتش
أدهم باسكيتش
أدهم باسكيتش
هو الرئيس الحالي لجمعية الشبان المسلمين، خلفا لرئيسها السابق عمر بهمن الذي تعرض لحادث سيارة.
عمر بهمن
عمر بهمن
عمر بهمن
تولى رئاسة جمعية الشبان خلال الفترة الماضية، وعمل على إحياء وتجديد نشاط الجمعية لكن تعرضه لحادث مروري حال دون ذلك، وشيع البوسنيون في 2009 جثمانه واصفين إياه بـ"مانديلا البلقان"؛ لأنه قضى في سجون جوزيف تيتو أكثر من 20 عاما، ويعتبر من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان، وقد ساهم بشكل مؤثر في عملية الدفاع عن استقلال البوسنة من سنة 1992 وحتى وفاته.
تقلد عدة مناصب داخل حزب العمل الديمقراطي والذي كان من أبرز مؤسسيه، وكان مقربا جدا من الرئيس الراحل علي عزت بيغوفيتش، كما تقلد منصب سفير لبلاده في طهران، وكذلك في برلين، وفي عام 1999 تقلد منصب رئيس جمعية "الشبان المسلمين".
سليمان تيهيتش
سليمان تيهيتش
سليمان تيهيتش
خلف علي عزت بيوجوفيتش في رئاسة حزب "العمل الديمقراطي"، وهو من الشخصيات التي بقيت في الظل طيلة السنوات الماضية، ولم يتسلم أي منصب وزاري على مدى السنوات العشر التي حكم فيها حزب العمل الديمقراطي وخاض فيها معارك الحرب والسلام.
ولمع اسم تيهيتش لمع في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، حيث حقق نجاحًا ملحوظا في مناطق السيطرة الصربية وأصبح زعيما للمعارضة داخل البرلمان الصربي.
مصطفي سيريك
مصطفي سيريك
مصطفى سيريك
مفتي جمهورية "البوسنة والهرسك" لعب دوراً في محاولة الوساطة بين الإخوان والسلطة المصرية بعدما توترت العلاقة بينهم بعد الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي يوليو العام الماضي، وذلك بحسب تقارير صحافية صدرت في البوسنة وقتها.
  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: الإخوان المسلمون في البوسنة.. حاضنة التنظيم الدولي للجماعة Description: Rating: 5 Reviewed By: تنوير
Scroll to Top