دكتور سعيد إسماعيل على يكتب: بدء انحسار المِثْلية السياسية ؟ - ادراك

بحث في الموقع

https://idrak4.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

الأحد، 19 أغسطس 2018

دكتور سعيد إسماعيل على يكتب: بدء انحسار المِثْلية السياسية ؟



دكتور سعيد إسماعيل على
عندما يمارس ذكر مع ذكر آخر العملية الجنسية، وكذلك أنثى مع أنثى، فلربما حصل طرفا كل علاقة على شئ من المتعة، وإن كانت متعة شاذة، لكنهما لن " ينتجا" إنسانا آخر يُضاف إلى الجماعة البشرية، وهو مقصد أساسي من مقاصد التلاقح الجنسي، مثلما يكون الأمر إذا تزاوج متغايران...ذكر، وأنثى..
هذه السنة الإلهية المؤسسة للأسرة ، والبانية للمجتمع ..هي هي نفسها في عالم السياسة، عندما نرى السيطرة على مجتمع لتوجه واحد، وتنظيم منفرد..
وهو الأمر الذى حكم المسيرة السياسية فى مصر منذ مطلع القرن التاسع عشر، حيث سيادة رأى واحد – غالبا - هو رأى رأس السلطة..
كانت سياسة " مثلية "..
لكن سنن التطور، بدأت تكشف عن سبيل مهم للقضاء على المثلية السياسية.. هو الأحزاب السياسية .
فهناك، فى كل مجتمع.. توجهات ، وتيارات ، تتباين فيما بينها وتتعدد وتختلف، ولأنها تعيش على أرض وطن واحد، تسلم بضرورة " التعايش " فيما بينها ، بحيث يكون الحوار والنقاش والمناظرة أسلحة حاكمة لنقل وتبادل وتوضيح وإثراء ما يتم طرحه من أفكار ورؤى واتجاهات ، وهذا مما يُثرى الحياة الثقافية عامة والحياة السياسية خاصة.
وهذا ما دعا إلى التفكير فى إيجاد تنظيمات يمكن لكل منها أن يستوعب المؤمنين بهذا التوجه أو ذاك، فكانت الأحزاب السياسية.
وعندما بدأت نذر التدخل الأجنبي في مصر منذ أواخر حكم الخديوي إسماعيل، بصفة مبدئية، ثم فى عهد توفيق بصفة واضحة، بدأت تظهر تجمعات، ربما غير رسمية، لكنها كانت مؤشرا على توجه ما يؤمن به المنضوون تحت رايتها، وكان هذا واضحا إبان " الحركة العرابية "، حيث كانوا يطلقون عليهم – بغير صفة رسمية – " الحزب الوطني ".
فلما كان ما كان من اندحار الثورة، وظهور الاحتلال الإنجليزي، ومرور سنوات قليلة ، حتى بدأت الإفاقة الوطنية من صدمة الاحتلال، راح واحد مثل مصطفى كامل يخطب هنا وهناك، ويكتب فى الصحف، حول القضية الوطنية التي تمحورت وقتها في ضرورة التخلص من الاحتلال، ثم بدأ الوعى يشير للزعماء الوطنيين ، أن الإنجليز لا يمكن أن يتركوا مصر هكذا بغير مقاومة، وأن المقاومة لها صورها المتعددة، كان أبرزها في ذلك الوقت : تعميق الوعى السياسي..، وأن هذا يتم بسبيلين لا غنى عنهما:
1- الخطابة، والكتابة في الصحف..
2- نشر التعليم .
ومن هنا برزت فكرة " الحزب الوطني " على يد مصطفى كامل، ليكون " مدرسة " التربية السياسية الوطنية..
ورافق هذا ظهور حزبين آخرين، كل منهما يعبر عن توجه قد يتفق مع الحزب الوطني في أمور، ويختلف فى أخرى، وفقا للقوى الاجتماعية المشكلة لكل حزب..
ومن هنا كان حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية، الذى قام به الشيخ على يوسف صاحب جريدة ( المؤيد)، حيث كان يعبر عن تيار التحالف مع القصر الخديوي..
وكذلك شهدنا حزب( الأمة ) بزعامة أحمد لطفى السيد ، معبرا عن أصحاب الأملاك من أعيان المصريين، فضلا عن التوجه السياسي " الليبرالي"..
وبدأت سوق السياسة في الانتعاش..

  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: دكتور سعيد إسماعيل على يكتب: بدء انحسار المِثْلية السياسية ؟ Description: Rating: 5 Reviewed By: تنوير
Scroll to Top