الشيخ طارق نصر يكتب: نعمة الماء.. بين الشكر والكفر - ادراك

بحث في الموقع

https://idrak4.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

الاثنين، 12 مارس 2018

الشيخ طارق نصر يكتب: نعمة الماء.. بين الشكر والكفر



الشيخ طارق نصر

من اعظم نعم الله تعالى نعمة الماء{ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)الانبياء}
والعاقل يحفظ نعمة الماء ويقدرها ، لكن الجاهل يزدريها ويهدرها، وسأشير هنا الى بعض المسائل
1- جهلة الفلاحين في بلادنا يرمون النافق من الحيوانات في مجرى نهر النيل
في حين ان القرآن الكريم قد حدثنا عن كيفية دفن الموتى {
فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)
المائدة}فإذا كان هذا هو الحال فيما غبر من سالف الدهر، فكيف وقد تقدمت البشرية ومع هذا لانزال نرى الجهل في سلوكيات الناس
ومعلوم ان التراب هو انسق واصح مكان لدفن موتى كل كائن حي حتى ان الحيوانات بفطرتها تفعل ذلك ، والقطة تدفن فضلاتها فما بالك بالإنسان الذى يصرف فضلاته وفضلات مصانعه في مجرى الانهار فيلوثها ثم يعود ليشرب منها وفي كتاب الموتى لدى الفراعنة انه يقول امام الرب في الحساب :انا لم الوث ماء النهر
وقد حدثني احد المسافرين الى اليونان انه رأى رجلا عربيا القى بعقب سيجاره في نهر هناك فما كان من اليوناني الا ان وبخه ونهره وقال له: انتم وسختم بلادكم واتيتم الى هنا لتوسخوا بلادنا ثم نزل الى النهر واستخرج عقب السيجارة!!
ومما يؤسف له ان اقذر الشواطئ شواطئ بلاد المسلمين فلا هم انتفعوا بعقل ولا بدين
2-اثرياء مجتمعنا يحجبون عن المارة جمال النيل ؛ بما يحدثونه على شواطئه من مبان ومساكن في حين ان البلاد المتقدمة لا تسمح بذلك مطلقا، فيجب على الدولة ان تسن تشريعا ليحافظ على ما بقى من جمال النهر وشواطئ البحر

3-يجب على الدولة ان تأمر المستوردين لأدوات الصرف الصحي باستقدام نظام يصرف الهادر من "حوض الوش" الى سيفون الحمام

وذلك النظام معمول به في لبنان وغيرها من البلدان التي تقدر نعمة الله، وانظر كم مرة يمتلئ صندوق الحمام بالماء  الصالح للشرب ثم يفرغ ليذهب بالقاذورات، في حين تصرف مياه حوض الوجه بغير فائدة
4-المسلم بطبيعة الحال يستخدم الماء مالا يقل عن خمس مرات في العبادة فقط ، لكن ثمة اناس يسرفون في الماء- عن جهل- ظنا منهم ان ذلك هو الدين
في حين ان النبي ص مَرَّ عَلَى سعد وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ لَهُ: (لَا تُسْرِفْ فِي الْمَاءِ، فَقَالَ: وَهَلْ فِي الْمَاءِ مِنْ إِسْرَافٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ»
وقد رأيت-ذات يوم- رجلا يتوضأ ويغسل رجليه الى ركبتيه، فقلت له ماذا تفعل : قال هذه هي السنة كما قال الشيخ لحديث "فمن اراد ان يطيل غرته فليفعل""
فأشرت عليه اذا اراد ان يتوضأ بعد ذلك ان يغتسل قال لماذا؟ قلت: لتكون عمود نور يوم القيامة-على حسب فهمك وفهم شيخك--
ومعلوم ان هذه الزيادة مدرجة في الحديث وهى من فهم ابى هريرة وليست من قول رسول الله ص اذ لا يعقل بل لا يمكن ان يطيل الانسان غرته وذلك ان الغرة بياض في الوجه من اثر الوضوء ولا يستطيع احد ان يطيل وجه أو ان يزيد فيه
ومما ذكره ابن القيم في زاد المعاد ان النبي ص َلَمْ يَتَجَاوَزِ الثَّلَاثَ-مرات- قَطُّ، وَكَذَلِكَ لَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ أَنَّهُ تَجَاوَزَ الْمِرْفَقَيْنِ وَالْكَعْبَيْنِ، وَلَكِنْ أَبُو هُرَيْرَةَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَيَتَأَوَّلُ حَدِيثَ إِطَالَةِ الْغُرَّةِ. .
وفي الهدى النبوي ان رسولنا الكريم كان يكفيه "المد" في الوضوء
 
لكن كيف يتوضأ المسلم بمد "كوب ماء"؟
يغسل وجهه مرة واحدة، ثم يديه الى مرفقيه ، وما بقى من بلل يمسح به على بعض راسه ،وظاهر قدميه
وفي حديث المسيء في صلاته –الوارد في السنن-
إِنَّهَا لَا تَتِمُّ صَلَاةُ أَحَدِكُمْ حَتَّى يُسْبِغَ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَغْسِلُ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَيَمْسَحُ بِرَأْسِهِ، وَرِجْلَيْهِ
وعن ابن عباس: الوضوء غسلتان ومسحتان، لكن تعصب المشايخ لمذهبهم يذهب بهم
5- كثير من الناس يسرف في الماء ولا يمسكه، وخاصة في المرافق العامة، وكم هناك من حنفيات لا تعمل ، وتترك باسم الفوضى ؛ وذلك بسبب جهل وغباء القائمين على تلك المرافق
5-بغض النظر عما يمكن ان يسببه "سد النهضة" من نقص في المياه
فالإسلام سلوك ومنهج حياة ، وللشافعي:
اذا كنت في نعمة فارعها***فإن المعاصي تزيل النعم
وداوم عليها بشكر الاله*** فإن الاله فإن الاله سريع النقم
وفرعون حينما نسب النعمة لنفسه ؛انقلبت عليه عذابا حيث قال :وهذه الانهار تجرى من تحتي ، فجعلها الله تجرى من فوقه



  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: الشيخ طارق نصر يكتب: نعمة الماء.. بين الشكر والكفر Description: Rating: 5 Reviewed By: تنوير
Scroll to Top