مفكر من ذاكرة الثقافة التونسية.. محجوب بن ميلاد - ادراك

بحث في الموقع

https://idrak4.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

مفكر من ذاكرة الثقافة التونسية.. محجوب بن ميلاد





ادراك
رغم ما قدم محجوب بن ميلاد فانه نسي اليوم وقل من يذكر جهوده وما عدى الكتاب اليتيم الذي تصدى لتأليفه المربي والاستاذ الفاضل رحمه الله سي  عبد العزيز بن يوسف  فان محجوب بن ميلاد لم ينل ما يستحق من العناية والتكريم.
كثيرا ما تحدث البعض عن الصراع بين الزيتونيين والمدرسيين وإلى غاية اليوم لم توضع دراسة شافية كافية  عن هذا الموضوع الذي لا يمكن بدونه فهم العديد من القضايا  التي جدت ببلادنا  على مدار تاريخها المعاصر
يمثل الأستاذ محجوب بن ميلاد أحد أطراف هذا الصراع  فقد عرف بشدته على الزيتونيين وسبب ذلك في تقديري هو اختصاصه الفكري إذ نال الإجازة في الفلسفة وتخصص في الفلسفة الإسلامية  وبالتالي فإن مجال اهتمامه الفكري  يقرب كثيرا من مجالات اهتمام الزيتونيين ونظرا لتكوينه المدرسي فإن رؤيته للأشياء مختلفة  وكان من الطبيعي أن تظهر عليه علامات الاختلاف عن مجايلييه
الأمر الثاني الذي طبع شخصيته هو عمله الإذاعي  الذي امتد من سنة 1938 إلى 1947 فالحديث في الإذاعة في ذلك الوقت يطبع الشخصية بطابع الواعظ أو المرشد الاجتماعي  وهو ما يجعل المذيع  يشعر بنفسه سلطة اجتماعية ومعرفية في أن
الأمر الثالث والأهم هو أنه كان من أبرز مهندسي السياسة التربوية  غداة الاستقلال حتى أنه كاد يولى وزارة التربية بل كان أبرز منافس للمسعدي غداة الاستقلال كل هذا يجب أن يضعه دارس شخصية محجوب بن ميلاد في اعتباره
لقد كان محجوب بن ميلاد يشبه الوطن العربي برقعة الشطرنج  فيقول اذا تاملت خريطة الدول العربية وجدت منطقة مضيئة واخرى مظلمة وكان يشبع العقل البشري بالعمارة ذات الطوابق المتعددة والغرف الكثيرة حيث تجد غرفة شاغرة واخرى ملانة
اول كتاب نشره في حياته  كان ضمن سلسلة كتاب البعث  وعنوانه تحريك السواكن وهو عبارة عن اسمار اذاعية جمعها ونشرها ليصبح مشروع تحريك السواكن هو شاغله الابرز ومن يطالع كتابه الاول يفهم مقاصد الرجل البعيدة في مشروعه فعندما كان يتحدث عن المعتزلة  مثلا لم يكن يقصد الا دعوة المجتمع التعونسي الى تعقل الاشياء حيث يقول
يمكن اليوم  ان نعتبر من اهم الاخطار التي تهدد يقظة العقلية التونسية  والنهضة التونسية  الحاضرة  هذه القلعة من الاوهام  التي يجب على  الهمم الصادقة  المستنيرة  نسفها  ولذلك ايضا تتحمل ادارة  علومنا ومعارفنا  اليوم مسؤولية خطيرة  امام التاريخ وامام  الانسانية  فهل هي مضطلعة  باعباء مسؤولياتها في هذه البلاد لصالح ثقافة البلاد؟ وهل هي لا تدخر  وسعا  كل تحل المعرفة مكان الجهل ؟ والنور مكان الظلمة  والرشد العقلي مكان السفه العقلي؟
هذا الكلام قاله محجوب بن ميلاد وهو يفكك مسالة المعتزلة اي ان دراسته للمعتزلة لم تكن الا وسيلة لفهم الواقع وتثويره والدعوة الى تطوير التفكير  واعمال العقل وهو ما يؤكد ان المعارف والعلوم لا تدرس لذاتها بل لتكون ناجعة  وهذه هي مقاصد التربية والتعليم
  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: مفكر من ذاكرة الثقافة التونسية.. محجوب بن ميلاد Description: Rating: 5 Reviewed By: تنوير
Scroll to Top