ميادة عابدين .. وأحوال المجتمع المصري «على بلاطة» - ادراك

بحث في الموقع

https://idrak4.blogspot.com.eg/

أخر الأخبار

Printfriendly

الثلاثاء، 3 يوليو 2018

ميادة عابدين .. وأحوال المجتمع المصري «على بلاطة»


ميادة عابدين .. وأحوال المجتمع المصري «على بلاطة»

حسام البحيري
اعتمد عدد كبير من النقاد والأدباء والكتاب خلال الفترة الماضية على طريقة الكتابة باللهجة العامية المصرية من أجل توصيل المعلومة لفئة الشباب والتي أصبحت بعيدة كل البعد عن القراءة وذلك بسبب اللغة التي يتحدث بها المثقفون والتي يعتبرها الشباب لغة ثقيلة فيشعر الشباب أن المثقفون يتعالون عليهم فعزف الشباب عن متابعتهم والقراءة لهم بسبب هذه الفجوة التي أصبحت بينهم وهو الأمر الذي جعل المثقفون يجلسون في عالم منعزل داخل غرفهم المغلقة وعلى المقاهي يتناقلون المعلومات والأفكار بينهم وهو ما ساهم في ميلاد جيل كامل تملئ عقله الخرافات التي زرعت عبر الأزمنة وأسميناها «العادات والتقاليد» هذه الجملة المطاطية التي تحمل في طياتها كل شيء مجهول المصدر ولكننا توارثناه جيل بعد جيل وفي بعض الأحيان تكون هذه العادات ضارة للمجتمع أو بمعنى أخر غير لائقة لهذا العصر الذي نعيشه الأن ولكننا لا نستطيع تغييرها لكونها تم وضعها في قاموس «العادات والتقاليد» الغير موجود سوى في أذهان ورثته.
وقد ساهمت الكاتبة الصحفية ميادة عابدين خلال الفترة الأخيرة بمحاولة متميزة من أجل إيجاد حل لتلك الجملة المطاطية التي أصبحت تتسبب في العديد من المشكلات المجتمعية والنفسية لجيل الشباب وخاصة الفتيات من خلال توجيه رسائل مباشرة وبطريقة بسيطة باستخدام اللهجة العامية وفي بعض الأحيان تستخدم لغة الشباب في مخاطبتهم من أجل ترك هذه العادات أو كما أسميتها «العاهات» في بعض مقالاتها التي تحمل عنوان ثابت وهو «على بلاطة» والذي تناقش فيه أحوال المجتمع المصري وما يؤرقه من تلك العادات وبعض المصطلحات مثل مصطلح «العنوسة» على سبيل المثال والذي يعتبر من المصطلحات مجهولة المصدر ولكنها تطلق دائما على الفتيات بمجرد تجاوزها لسن الزواج الغير محدد والذي لا يعلمه إلا الله.
وقد استطاعت ميادة أن تستخدم بعض القصص التي تألفها داخل هذه المقالات حتى تستند إليها في طرح المشكلة التي تريد طرحها وهو ما ظهر جليا في مقالها الأخير الذي جاء تحت عنوان «على بلاطة.. عزيزي الراجل العانس» والذي سردت بداخله قصة خيالية لشاب حاول الارتباط أكثر من مرة ولكنه كان يفشل دائما ورغم وصوله لسن متأخر في الزواج إلا أنه كان يتهم الفتيات بالعنوسة ونسي أنه هو أيضا مثلهم واعتمد على المقولة الشعبية الرائجة «الراجل مبيعنسش».
ففي هذه الحالة لم تناقش الكاتبة فكرة العنوسة فحسب بل أوضحت الفروق المصطنعة بين الذكر والأنثى في المجتمع المصري فهناك حقوق كثيرة من الممكن أن يحصل عليها الرجل ولم تحصل عليها الفتاة وهناك العديد من الأمور الخاطئة تعاقب عليها الفتاة ولم يعاقب عليها الرجل رغم أنه من الممكن أن تكون تلك الأمور ليس بيديها ولكنها تصبح ملامة من الجميع على عكس الرجل أن كان في نفس موضعها.
ولم تقف مقالاتها عند حد المصطلحات المغلوطة فحسب بل ناقشت بعض الأمثلة الشعبية التي من الممكن أن تتسبب في أضرار نفسية كبيرة إذا تم تطبيقها على أي إنسان مثل المثل الشعبي الشهير «اكسر للبنت ضلع يطلعلها ۲٤» والأزمة في أن بعض الفئات المجتمعية تعتقد بتلك الأمثال وتعتبرها حقيقة مسلم بها ولا يجوز تغييرها.
وليس ذلك فقط بل ناقشت العديد من القضايا المجتمعية الرائجة بطريقتها التي تمتاز بالبساطة مثل ظاهرة التحرش والإغتصاب والإعتداء الأسري والتعامل مع المريض النفسي وغيرها من الظواهر والقضايا المجتمعية التي تسببت في حدوثها تلك «العادات والتقاليد» العالقة في أذهاننا والتي نتمنى أن تزول عنا خلال الأيام القادمة.

  • تعليقات المدونة
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: ميادة عابدين .. وأحوال المجتمع المصري «على بلاطة» Description: Rating: 5 Reviewed By: تنوير
Scroll to Top